قالت الشمس: أنها مني، منذ أن رأيتها علمت أنها جزء مني.
انظروا الى عينيها، أنهما يمتلكان النور، لا يعكسانه و لا يحبسانه،
أنهما يخلقانه في كل حين، ألا يذكركم هذا بأحدهم؟
أنها تشرق على كل مكان تحل به و كل ما رحلت من مكان قالوا غربت ولا يقولون رحلت.
نظرت الشمس إلى الكواكب وقالت:
يا أعضاء هذا الكون،
أنها تنشر النور في الارض، و تنعش الياسمين و التفاح في طلتها،
وعلى دفء قلبها يستدل عشاق و تائهين.
أنها تبدد الظلام في الزوايا، و تنير على الحق في الساحات.
بعد أن رأى عطارد و كانه قد اقتنع بمنطق الشمس،
وقف القمر وقال: أن النور ليس معياراً للحقيقة، كما تعلمون انها تتجاوز الحقيقة.
هذا النور جزء منها مثل شعرها بالضبط،
النور من صفاتها و ذلك لا يعني أنها من الشمس.
لكن ايتها الشمس، هل لك أن تحدثينني عن مبسمها؟
ام عن رونق لون شفتيها و خديها؟
تعلمين كيف ان ضحكتها تؤثر على المد و الجزر، و على أغنياتها يعيش الحب و السهر.
لم يفقني أحد بعدد القصائد التي كتبت على شرف الجمال مثلها، انهم يشبهونني بها عندما اكون في عز اناقتي في منتصف الشهر.
وقف القمر على قدميه وظهرت ابتسامه على محياه وقال: عندما كان العشاق يبحثون عني كنت ابحث عنها.
في أحد المرات اضعت مكانها لدقائق و قد قالوا أن ضوء القمر طاغي هذه الليلة ولم يعلموا أني قلبي كان يعتصر و أني كنت ابحث عنها.
واخيرا، هل تعلمون انها حلت على الارض في المساء؟
قاطعت الشمس بحرارة: بل في ساعات الضحى.
فظل الفريقان يختصمان الى أن انفجر الكون و حدث ما يسمى بالانفجار الكبير.