[ شتاتٌ و تشتُت ]

[م.عبدالله الملحم]

.. عمتم مساءا يا قوم

يا ال أبعاد : ) .. يا بعاد بس أنتم قريبين : )

----------------

بــ الأمس فتاة كتبت لي :

كيف أنت أيها الغائب ؟

كيف الــ أيام بك بعد الغياب ؟

كيف تسامر الليل بلا قلبي ؟

و كيف الــ نور من حولك ؟

..

..

و كلام كثير : أيقظني .

و في نهاية الرسالة وضعت هي إبتسامة .. ظننتها : إستفزازا . !!

تماسكت قليلا و أنا المبتعد عن الكتابة

و قررت إخراج أناملي عن صمتها ..

... فــ قرعت هذه السطيرات .

..

يا فتاة الــ شتات

منذ أن خلقني المولى و أنا أؤمن . بما سأقول

حتى حين أكون عاجزا عن تطبيقه .

راحلةٌ هي أحداث الذكرى .
و عالقة هي اللحظة .

يقينا بأن الحياة. بين حين و اخر تقتات من أشجار و أشواك زرعت أنفاسها بين الخيرات الكثيرة .

حين نلامس الأشواك ..

نُستفز و نرهق أنفسنا بربط أحداث لا شأن لها و لا غاية بل هي تحاريف .

و سيطرات متراكمة تريد أن تسطو علينا .

مقاومتنا لها ليس حلا
بل عدم السماح لها بالولوج هو البديل
و حين حضورها .. يجب ان نتحدث معها

و نجاريها

بين تنفس عميق

و اوراق دفاتر جميلة و تأملات ايجابية .

لــ ان الله خلقنا متفائلين و الامل يزرع ثماره لنجني سعادتنا التي من اجلها خُلِقنا .

و سنواصل هذه الحياة و نكون من اهل الجنة دنيا قبل اخره .

..

فـ ردت هي وعلامات التعجب تعلوها

و قالت :

أيها الغائب . أيها الــ قلب

ما كتبت لك أبحث عن حديث يشتتني .

ما أرسلت لك زاهدة أو طالبة لــ ثبات أو شتات مشاعر .

كتبت لك .. أبحث عن حنانٍ أشتاقه .

كتبت لك .. و عيناي تريد عذب الحديث

كتبت لك .. و قلبي ينبض لــ غيابك .

كتبت لك :. و عقلي جُن بك .

أرجوك .. إني أنثى تبحث بين طيات الزمان

عن نهرك الجاري .

تبحث في كل مكان

ارجوك

و أرجوك . : قل غير هذا الحديث .

.

.

.

تأملت سطورها

تذكرت الــ أيام و الــ ليالي

إبتسمت و أستيقظ قليل من شباب قد فقدته .

أخرجت الــ ورقة وكتبت .

و بعدها . قررت أن أضعها في قنينة و أرميها .

لــ قد كتبت :

.

.

يا طفلتي

كنتِ و مازِلت .

قد
كتبتُكِ فوق السطور لحناً
و نظمتُكِ بين الحنايا نغماً .
و قد كُنت في كل دهشةٍ
لستُ أعلمُ ما أقول .
لست ثمِلاً و لست في معشر السكارى أغني .
كنتِ
تسيرين الذكريات بياضاً
و أنتِ
مُزنٍ ساق البهجة
و فرحاً أزهر بياضا بالورد
و من لسانك

معذوب القول وِدً لا يبور .


تعالي
نتقاسم اللحظات
بين همسٍ و لمسٍ
و لن أمانع شيئاً .
ذوبانك
نارك
و كل جمادٍ فيني
سوف يعلن الحديث

سوف أخرج من شتات

سوف

يقول :
‏إياكي أدعو
و بك من جميل
الحديث أتوق .

هيهات أرجو
من شفاهِك شهدا
و كل معسول .

جميلة الخُطى
مقبولة الخطايا
و فوق هذا جسدا لا معقول .

كتبت و قذفت الــقنينة .

و عنونة الرسالة بــ : أياكي و الرد .

..