يَـبـُوْءُ بِإِثْمِــــهِ وَإِثْمــــِك ..!! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 73 - )           »          (لاتحزن إن الله معنا) لأن في كل محنة منحة. (الكاتـب : إبراهيم عبده آل معدّي - مشاركات : 2 - )           »          خداع (الكاتـب : د.حاتم المصري - مشاركات : 0 - )           »          لَفَتات >> في آيات (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 987 - )           »          مجنون قريتنا .. (الكاتـب : عبدالعزيز المخلّفي - آخر مشاركة : خالد الداودي - مشاركات : 5 - )           »          قصيدة (الكاتـب : عبدالناصر السديري - آخر مشاركة : خالد الداودي - مشاركات : 10 - )           »          مأوى الأحلام. (الكاتـب : آية الرفاعي - مشاركات : 107 - )           »          !!.. غــُبـــــاااار قـُـــرآآآآني ..!! ( وإنِّـي لَـعَـلًى صـَبْـرٍ عـَظـِيــِمْ ).. (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 23 - )           »          رسائل عطرها رماد .. (الكاتـب : سهيل العلي - مشاركات : 3 - )           »          أغنية منسية.. (الكاتـب : سهيل العلي - مشاركات : 11 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-19-2006, 06:41 AM   #1
عيد المطرفي
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عيد المطرفي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

عيد المطرفي غير متواجد حاليا

افتراضي يَـبـُوْءُ بِإِثْمِــــهِ وَإِثْمــــِك ..!!


ولما دخلتُ عليها المحرابَ وجدتُ عندها من الآلاء التي حباها اللهُ اياها - كرما منه وفضلا- مالم يمن به على سواها من قبل ، وآتاها ما لم يؤته أحدا من خلقه ، في زمن الرقية بسعر مغرٍ ، والاتجار بكلام الله بثمن يساوموه عَرَض تجارةٍ انفضوا إليها ، قبل الإستعاذة به من شيطانٍ جرى منهم مجرى النَفَسِ وداعيَ اللهِ فيهم قائما ، ولم يخفق لهم من خشيته قلبٌ – كالحجارة - في قسوته أو أشد !، ومنها ما هبط لخشيته حتى تشقق فخرج منه الماء ، أما هي فمتبتلةٌ في محرابها ، تسبحُ واهبَها بكرة وعشيا ، وحين يستبدُّ بها شوقُها إليه تلهج بذكره ، فيضئ قلبَها نورا كإصباحٍ ولج مَفْلقَ الليل ، فأبصروه ضياء قبسوا من جذوته ما يؤانس لهم قلوبا كلجة البحر ظلمةً غشاها موجٌ من فوقه موجٌ ومن فوقه سحابٌ ، وجعل اللهُ لهم - بطاعتها له - نورا يمشون به في الناس ، ، وذلك فضله يؤتيه من يشاء ، وأوتيت من لدنه بادمانها ذكرَه ، وإدامتِها لَهَجَ اسمه في موهنِ السحر حسنا .
وظِلْتُ أرقبُ فراغَها ، - تيمنا - بمجلس تصلي عليه الملائكةُ مثنى وثلاث ورباع ، ولي بفتية الكهف مضربُ مثلٍ ، وحسنُ أسوةٍ ، وأظنها ظن اليقين لا يشقى بها جليسُها ، إذ آمنت بربها فزادها هدى .
فأوجزت ركْعتَي شَفْعِها ، وأبلغت دعاءها وخففت ؛ إذ آنست مفسدَ خلوتها يرقب تسليمَها ، فحللت صلاتها ، ويممته – بلومٍ - قائلةً :
أفتنهى - بجلوسك - عبدا إذا صلى قرت عينُه بصلاةٍ يفسدُ خالصَها ما يشوبه - بمجلسك منها - مرأى النظر ؟! ويفتح لحظ نفسها بابَ الرياء ؟!
فتمتمتُ مطرقاً : معاذَ اللهِ يا أماه !! أن يكون لي من ذلك إربٌ أو غايةٌ ، وإنما أتيتك بأمر من قال : " إذا مررتم رياضَ الجنةِ فارتعوا" ، ومن آوى آواه الله ، قالت : وتفسد خلوتي ؟! وقد شارف الليلُ السحرَ ولم أصلِّ وتري ؟! أيقظ أختاك ، وبعد صلاة الفجر أقضيك حاجتك – إن شاء الله - .
فامتثلتُ أمرَها طوعا ، وأتيتُها بعد الفجر في مصلاها ، وقلتُ بعد أن قبلتُ رأسَها :
تقبل اللهُ صالحَ عملك ، وأطال عمرك على الطاعة ، وجمعني بك في فردوسه يا أماه ..
فأمَّنتْ قائلةً : وإياك يا بني ، جزاك الله عن امك خيرَ الجزاء . ما حاجتك ؟!
فقلتُ : رؤيا رأيتها ، فقصصتُها رؤياي مستشرفا تعبيرَها إياها ، وما كان منها إلا أن قالت : اقصصها على اختيك فإنها لرؤيا خير - والله أعلم - ، ولا تقصص رؤياك على إخوتك بعد ان لقيت منهم ما لقيت ، فلم يحطْ أكبرَهم بحثُ الغرابِ الأرضَ علما سوى الندم ، وفَضُل أخاك بحثوةٍ استكثرها على سوأة جسدك فكان من الظالمين ، وظلمك الآخرُ بسؤال نعجتك إلى نعاجه ، إذ عزك في خطابه
وبغى عليك ، وماقولك إذ لم تُؤْتَ من الخطاب فصلاً إلا : اجعل لي وزيرا من أهلي ، أفصحَ مني لسانا ردءَ صدقٍ ، وشدَّ عضدٍ ، ولكنه شطَّ في خصومتِك وأشْمتَ بك أعداءك .
وألقاك أرأفُهم بك غيابتَ الجبِ ، وقبل أن يخروا لك على عرشك سجدا ؛ جعلوك للسرقة مثلا أعلى ، مَشْهِدَ براءةِ أوعيتهم ، ولا زلتَ تسرُّ في نفسكَ ماللهُ مبديه ، وإن أشهدوا العيرَ بصدقِهِم واستنطقوا القريةَ فقد كَذَّبهم دمُ شاةٍ كَذِب ، وثوبٌ لم تُقطع أزراره ! ولا يحيق المكرُ السيئُ إلا بأهله ، وإن تَدْعُ مثقلةٌ إلى حِمْلِها لا يُحْمَل منه شئٌ ولو كان ذا قربى !

ثم قالت : أي بني ، صبرٌ جميلٌ واللهُ المستعان على ما يصفونَ ، وهو خيرٌ حافظاً وهو أرحمُ الراحمينَ ، وأردفت - قبل أن تخْلص لمصلاها - :

" رَحِمَ اللهُ إِخْوَةَ يُوْسُفَ ، أَمَا عَلِمُوا أنَّ الذئبَ يُمَزِّقُ الثياب !!

 


التعديل الأخير تم بواسطة عيد المطرفي ; 07-19-2006 الساعة 07:00 AM.

عيد المطرفي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:29 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.