أتذكرُ يا طبيبَ القلبِ يوماً
تباكى فيهِ وَجدُكَ والوصالُ ؟!
أتذكرُ من ليالي الحسنُ عزفاً
على قيثارتي وبكَ الخيالُ ؟!
وكانَ البدرُ في كفيّكَ طفلاً
وكان الليلِ يطربُه الجّمالُ
رسمنا في جبينِ العهدِ وعداً
أنِ الآلامُ موئلها المحالُ
وسرنا خلفَ أسوارِ الحكايا
وسارَ العمرُ فينا و الفصالُ
كأنَّ العشقَ مكتوبٌ بماءٍ
على أيامِنا يبقى ابتلالُ
فويحي كيفَ أُسكِتها الأماني
وفي ليلي يطولُ الابتهالُ !
أصدقاً قدْ مضيْتَ بلا إيابٍ
وحقاً بيننا رُفِعتُ جبالُ ؟
وتلكَ العينُ مكسورٌ مداها
وهذي الرُّوحُ يوهِنها اعتلالُ
تلكَّأَ في شفاهِ الحبِّ لومٌ
وأرَّقَ ليلَهُ و بكى السؤالُ
وهبَّتْ من ديارِكَ ريحُ صيفٍ
تخالطُ هجرَها أبداً رمالُ
فدَعْ عنكَ الوداعَ فإنَّ جَرحي
بقايا من حُطامِكَ لا تُزال
و دعْ هذي القصيدةَ إنَّ بَوحي
يطيبُ له احتباسٌ وانعزالُ
كنجمٍ في سماءِ الكونِ عمري
وحسبُكَ أنَّ نوري لا يطالُ
بقلمي : سمة