لا شيء يلمس النَّبض منِّي
إلا العينين منكِ،
ولا شيء يتوغل فيكِ سوى
حروف تلتقي هنا في مجموعة
لتلد كلمة،
وكلمات تتجمهر لتبدو شعراً،
وشعراً يشي لك بأن هنالك مجنون
يحيك امرأة من الكلمات،
ثمَّ!، أولم تسمعي نزار قباني.. أقصد ماجدة الرُّومي، وهي تصدح :
يسمعني.. حـين يراقصني
كلماتٍ ليست كالكلمات
يأخذني من تحـت ذراعي
يزرعني في إحدى الغيمات
والمطـر الأسـود في عيني
يتساقـط زخاتٍ.. زخات
يحملـني معـه..
يحملـني
لمسـاءٍ وردي الشـرفـات
وأنا.. كالطفلـة في يـده
كالريشة تحملها النسمـات
يحمـل لي سبعـة أقمـارٍ
بيديـه وحزمـة أغنيـات
يهديني شمسـاً..
يهـديني
صيفاً..
وقطيـع سنونوات
يخـبرني..
أني تحفتـه
وأساوي آلاف النجمات
وبأنـي كنـزٌ...
وبأني أجمل ما شاهد من لوحات
يروي أشيـاء تدوخـني
تنسيني المرقص والخطوات
كلماتٍ تقلـب تاريخي
تجعلني امرأةً في لحظـات
يبني لي قصـراً من وهـمٍ لا أسكن فيه سوى لحظات
وأعود..
أعود لطـاولـتي
لا شيء معي..
إلا كلمات
ليست كالكلمات.
آه، وآه، وتباً.. نسيت ما كنت أريد أن أقول لك !.. تذكرت..!
أستمعي إلي جيداً :
إثنين من الرِّجال لا تأمني جانبهما
السِّياسي، والشَّاعر، فالسَّاسة يا سيدتي يتلاعبون بالألفاظ فيجعلونا قطعاناً من الأغنام يذبحون منها ما يشاؤون.. يأكلون لحومها، وينتعلون جلودها، وهكذا هم الشعراء الذين يستخدمون الكلمات
فيقدمون حرفاً في "كلمة" هنا، ويحولونها إلى "لكمة" موجهة إلى وجه تلك الحسناء التي تكشر عن أنيابها في وجوههم، ولم تمكنهم من نفسها، ويؤخرون حرفاً في "كلمة" هنا، فيحولون تلك الحسناء بقدرة قادر إلى "ملكة" عندما يقضون حاجاتهم منها.. لذلك أنصحكِ يا سيدتي أن تكوني مثل الموناليزا التي رفضت شعراء روما، وبلاط روما، وقيصرها، واكتفت بذلك الفلاح الفقير الذي لا يعرف شيئاً عن الشعر، أو السَّياسة.