بين النيولوفر و الغدير ,
في الشفق العميق
غرق القمر وراء الديجور
تلحفت المروج لون السماء
ليس إلا إخضرار
أوراق من لون الفيروز
وفراش كان يأكل السناء
وأنا صياد حزن بلاوتر
وشفاه تزمجر فوق شفاه
أرقب الشفق برمش مطبق
خائف يعرف دياجير الظلام
أيّ معنى كان في
نفسي يفسر الشروق
إحتضرت في جسدي الحياة
وبدى حول عنقي همس غريب
كلّه خوف وتوجس حول حقول
الذرة وفزاعات الظلام
كلّ مايحيق يدير للوجوم
مصرع النجوم ورياح المساء
عبثا أرفع بيدي الشمس
عبثا أطارد الأبراج
ربطت عنق قلبي في الغيوم
أصبح العالم بلا شهقة
من طفل برئ أو هتاف
هرم أو حفيف حمل صغير
أنا والبحار والموج الشديد
وضفة الشطّ والظلّ والريف
وحواليّ جداول و ركود
ألقيا الكآبه على قلبي الرهيف
من بعيد أبصر الطير الحزين
يجمع الأعشاش في صمت الغروب
مسرعا أتعبته أمطار السنين
فقضاها في هروب وشحوب
هو والأشجار حزن وسكون
وهفهفه على ضفيرة الليل الطويل
وأنا أرقبهم وتناثر الزغب
تحت أحلام وليده
وبعيدا في السماء و الضباب
كفخه من جناح عصفور عابر
جذبته رياح الشرق
ومياه الغدير تجري
تحت أشلاء الغيوم
وصدى ناعورة السنابل القريبة
و ظلمة الليل المبهم
والعواصف
وليل ماطر
فبكى بين دياجير الليل
كخيال في دفتر شاعر
هنيهة , ثم تهادى في الخضمّ
بين شطآن الظلام المتموج
آه ما أرعبه الآن هدوء
تردد في إذني كعويل فوهة بئر
فيه تكتكة دّقات ساعة كلاسيكية
صمت الأشباح وربطة
عنق القدر السوداء المهترئة
ما زالت في دواليب حزن وحبّ
نظراتي لم تعد حلما حزينا
وفناجين مسائي لم تعد كما هي
قراءات تبحر بي أماني السنين
وتجوب الكون من غرب الى شرق
وعواء الذئاب في القرية البعيدة
رفّت في رمشي قليلا مجهدة
موحشة في زرقة الليل البليد
داكن الخطى أجراس
ميلاد خلف الربى وتمثال
ثلج بلا شال وقفاز
جارتنا العجوز الحلبية
ذهب إبنها
للحرب ولَم يعد مرهقه الحسّ شريدة
لم يتبق لها سوى قطة شركسية
وبعض الأحطاب
أنا اليوم في مفترق
طرق لعلي أصل إلى قمم الغدير
حيث تتسلل في حبور
فوق أشلاء الضباب
وزوي ناعورة السنابل القريبة
تزرع النفس بأحلى النغمات