نرَجِسيَّة ذات

[عوض احمد]

أأذنتِ لي أم لم تأذني
سأحاول الدخول لعالمك المليء بالخبايا والأسرار
وسأحاول محاورة أحاسيسك
والتَّغلغُل في أفكارك وفي ثقافتك
لكي أكتشف معالم أنوثتك المُتوارية عن الأنظار

معجونة أنتِ بالغرابة ومغموسة في التناقضات
ففي حديثك عباراتٌ مٌستمدَّة من قسوة الصحراء
وفي عينيك ألف واحة خضراء
فيك كُلُّ مُتطلَّبات المرأة العصرية والمُتحضِّرة
وفي تصرفاتك بقايا من مُخلفات المرأة البدائية والمُتحجِّرة

يدهشني تفتُّحك وتورَّد مشاعرك
وانطلاقك للحياة في أحيان
ويحيِّرُني تبرُّمك من كُلِّ شيء
وانغلاقك على نفسك في أحايين أُخرى

فأنتِ في نظري مملكة جمال
كم خطَّط لحصارها واحتلالها الرِّجال
لكنَّها لم تدخل في دين وطوع أحد
ولم يستطع أيّ رجُلٍ
أن يفرض عليها ضريبة أو جزية
ولم تعترف لأحدٍ بالسَّبق والأحقِّية

تعالي لطاولة الحوار ولإدارة دفَّة الحديث
فأنا أحد الذين يقفون احترامًا لتاء التَّأنيث
تعالي وحاوريني تعالي وناقشيني
ولا تتوجَّسي لا تتشنَّجي لا تبحثي عن مُنغِّصات
فأنا مُصرٌ على مجاذبتك أطراف الغرام
برغم ما أنتِ فيه من تذبذبات
ومن تقلُّبات ومن نرَجِسيَّة الذَّات

معجونة أنتِ بالغرابة ومغموسة في التناقضات
فنسبة تصويت برلمان مشاعرك لصالح الحب
ومع ذلك أشعر بمحاولاتك لمنع كُلّ كلمة
تحاول العبور إلى قلبك من الوصول

وأرى سعيك في اختلاق الأعذار
هدئي من روعك يا جُلَّنار
ولا تبحثي عن قارئة للفنجان
ولا عن ضاربة للودع
فما زال في الوقت والقلب مُتسَّع

ما زالت مشاعري تحُفُّك برعايتها
وتحفظك من بين يديك ومن خلفك كالمعقِّبات
ما زلتِ المُختلفة والمليئة بالمُفاجآت
سيِّدتي سيِّدة الغرابة والتناقُضات
أُحِبُّك .. أُحٍبُّك .. أُحِبُّك
برغم ما أنتِ فيه من تذبذُبات
ومن تقلُّبات ومن نرَجِسيَّة الذَّات