وأراكَ تَذوبُ كَغَيمٍ
في شَهَقاتِ البُنِّ
وَبينَ عُيونِيَ والفُنجانِ
يُفَجَّرُ يُنبوعُ الهَمَساتِ
يُسافِرُ أيْلُ اللّمْسَةِ مَصْحوبًا
بِقَطيعِ النَّظْراتِ النّشوى
ها أنتَ تُجَرِّدُ لَيْلَ القَهْوَةِ منْ أَرَقي
وَتَمُزُّ العُتْمَ مِنَ الشَفَتَيْنِ
لِتَنْثرَ فَوْقَ رُؤاكَ
هَشيمَ الفَجْرِ
يُداعِبُ أنسِجةَ اللاوَعْيِ
يَفُكُّ إزارَ قميصِ الرّوحِ
لِيَلْثُمَ دِفْءَ حَوائِطِها
وَلِيَتْرُكَ بصْمَةَ شَوْقٍ تُرْبِكُها
يَتَبَعْثَرُ صمتُكَ فوقَ صَدايَ
فَتَجْلِدُني
بِسِياطِ الرَّهْبَةِ
آهاتي
وَتَلوكُ الحيرَةُ أنفاسي
لِأرى في القَهوَةِ لي وَطَنًا
يَجتَزُّ شَتاتًا أرْهَقَني
ويَفيضُ حَياةً
تملأُ أُفْقَ شَراييني