وتشهى الغصن الرمان
ما كانَ يعرفُ أنَّه مرميٌّ على ناصيةِ النسيان حتى احمرتْ وجنتاها
توهَّمَ أنّها بين تفاحتين من وجعٍ و نايٍ
فأنسلَ بين رمانها يعزفُ للماء وخرير الأمس في جداولِ الزمنِ المائلِ
واكتفى بالريحِ كورساً لا يتقنُ فنَ الرياءِ ولا يعرفُ سوى مقامَ الصمتِ خلفَ إمامِ النوى
كان مريداً يدور حولها
وكانت تعرف أنّه مرهونٌ لها كلما ابتلَّ جفنهُ بالوشي فتتعالى همهات وخدرٌ شهي
أرادَ حمامةً من صحن الأموي تهدلُ كلّما رنَّ خلخالُها
فقدتْ تلك الحمامةُ ذاكرتَها يومَ رأتُه يركلَ التاريخَ و الشمسَ.
قمْ انهض ها قد عدنا
أين الحمامةُ يا قمح الفقراء؟؟
قالَ القمحُ:
قبيلَ الفجر حطتْ على كتفِ شاعرٍ أدمن احتساءَ الحروفِ من كفِّ السلطانِ وما تابَ عن فضحِ مفاتنها
فكيفَ يتوبُ من بصقَ في فمهِ بوابُ السلطان؟
يا وجعَ الرمانِ
اتركْنا لعلَّ الغصنَ سيرتدُّ ونعلنُ شهوةَ مكانٍ يتمنى حقلاً من حلماتٍ و رماحٍ ورماد.
هل جربتْ الموتَ وقوفاً على رأسك كي لا تسقط قدماك فتنسى مشيتك الأولى؟
إذاً دعّ ما عندك و اشرح لها كيف صام الغصن ونسي صوت الرمان.
أحمد رشاد - الرقة