تعالَ نَترُك الليلَ جانباً..
نهرُب مِنْ مُعسكراتِ الصمتِ المُقامَةِ على أفواهنا،
نتحرّرُ مِنْ لُغةِ الإشارةِ العقيمةِ،
نبتعدُ حتى حُدودِ التجرّد..حيثُ نَفقِدُ اسمائنا، انتِماءاتنا المعرّفة..و هويّاتِ تنّكرّنا،
ونعودُ إلى أوّل عهدنا..إنساً و حسب.
نبتدِيءُ عزفَ الحوارِ الخافِتِ، ثمّ نَضرِبُ على وَترِ الفلسفة، فَننهشُ منه مقطوعةً..
و نُعيدُ نيشانَ الكينونةِ إلى صَدرِ الوجود..نفرحُ بضجيج، ننفَعِلُ بجنونٍ..
نكتبُ تاريخنا الخاص على شفافيّةِ الهواء..نَبتَلعهُ..كي لا نُتهمّ بِه،
نحفظ سلالة عَقلِنا الخاصّ قبلَ أنْ تَشي بِنا النُجوم.
ننسَلُّ إلى ركنٍ باردِ الروح، حارق الأنفاس.. ندّعي البكم و نحترِفه..
*