(( سْلَيْـــمَاْن اَلْمَـــاْنِع ... ليش شَاعِراً..))

[زايد الشليمي]

؛

؛

(( سليــمان المانــع..))
:
:
مُجرّد الكتابة .. عنه ممتعَة..
لا أعتقد أنَّ كلمة ( شاعر ..) تليق به
فهي أقل من أن تكونَ جديرة بــه ..
أسْموه .. فنّاناً .. أو عبقرياً أو
..مجنوناً.. أو ثورياً
أو خارجاً عن القانون ..
أو شيء من هــذا القبيل ..
:
قديماً
عندما كنتُ رجلاً قبل أن أصبحَ .. طفلا
وقبل ثـورة التكنولوجيا ..
كنّا نتبادل أشعاره كما نتبادل المُخدرات
في أوراق مهترية .. وخط ركيك .. ولكن
الشعر يجعل الأوراق جميــلة
والبضاعة تستحق المغامرة ..
:
(بالدهشــة العذرا..)
بعيــداً عن كتابة الفلسفة في مدح الفيلسوف ..

سليــمان المَانع :
يقول:
(( ماشفتها لا شفتها لكن بلمحة خاطفة
فز الخفوق وخايره لافز .. يعني شفتها ..))
:
لايمكن لمن كتب هذا البيت أن
يكون انساناً سوياً .. أو بالأصح عادياً ..
خرافته حقيـــقة ... وشكّه يقين ..
وكذبه صدْق ... وشعره ارتقى لدرجة النقديس ..
وقاحته لذيذة .. ومُرّهُ سكّــر ..
الى حدٍ ما .. يشبه .. ((لا أحــد ..))
:
(( سليــمان ...))
يقـول :

( غلا واسمع نزيف الجرح كلام الصمت ماطيقه
أنا محتاج أسولفلك عن أول وآخر أوضاعي )
:
يخرب بيته ...
أسمَعَنا صوت النزف ...
وجعلنا ... نتنَفّس الأضواء
ويقول بلغة الفلاسفة؛
(الاحتيــاج .. أعظم .. من الحب ..)
:
يقـول هذا المجنون مرةً اخرى
:
( يا أول حب بكّاني وتبكيني مواثيقه
أنا طباعي مهي زينة ولكن هذه أطباعي
:
تغرّبْني قوافل موت وأقول العمر تشريقه
أعيش بشبه غيبوبة وأعرف ان الزمن واعي ..)
:
ياااااه ..
سليمــان :يأخُذك بيدك
ويذهبُ بكَ الى .....نفسك
يجعلكَ تتَعرفُ نفسك في ظروف غامضة
بساطته معقّدة ... ولونه السّــواد الأبيض
يكتب .. ويقول صامتاً
:
(جوع المسافة يشبعه طعْن الأميال
والرقص بالغابة جنون .. وبطوله ..)

يردد دائماً
الرقص غريــزة
حتى لو كنتَ متهوراً ..
:
عندما كنتُ مراهقاً ..في الخمسين
بعد كل قراءة لأحد قصائد سليمان
يأتيني .. شعور أن أخرج للشارع وأهتف
وأعترض .. لا أعرف على ماذا أعترض
ولكن كأنّ سليمان .. يقول
خُلِقْنا ... لنعترض..
:
أشعر أن سليمان بسرعة الضــوء
والآخرين بسرعة ( الفرسـخ ...)
إنّه ... يزرع الأطفال بالسماء ...
ويمزقُ توراتهم .. ويلوّنُ الهواء
عندما يكتب يحدثُ تغيراً.. واضحاً
في طبقات الجــو
يلعب على الحبال ... المتعددة ..
ويمارس الاختناق على أكمل .... وجه
شاعــر ..:
لهُ وضعُه الخاص لدي ..
فأنا وشعره .. بيننا علاقة حب مُحَرّمه

:

مدام ينبت سنابل وجه قمح امي
مايوصل الجوع لو حاول لوجداني
:
واللي يبيها .. حرام ان قلت ياعمي
لاضرب رصاصة بعيني واقطع لساني

:
يا أخي
أطالب السلطات السعوديّة ..
بالقبض عليه ..ومساءلته ...
(من أينَ لكَ هذا؟)
لأنّه .. ينتجُ مُخدّر فاخر..
:
سليمان :
له ستة أصابع ..
وأُشيعَ قبل فترة في حارتنا ..أنّ
له ( روحَيْن ...)
كما سمعت .. إشاعة في الآونة الأخيرة
أنه استبدلَ قلبه برئة ثالثة بذريعة
أنُّ لايريــدُ أنْ يحب ولكن يريدُ أَنْ
(( يَتَنَفّس .....))


:
( أعتذر ..)
أقسم ياسليمان .. بمن لاتعرف
ذهبت لأقتبس شيئاً .. من شعرك لأعلّق عليه
الحقيقة (( احترت ..))
يجب أن أختار شعركَ كله ..
لذلك أختارُ وأنا مغمض العينين ..
:

بلغة الأدب ...
والنقد وأنا أهله وربّانه
سليمان المانع كما قلت قديماً وآلآن أقول
هو رائد الشعر الحداثي الشعبي ..
وهو أول من قلب الطاولة .
.. واخترق النظام .. ورتّبَ الشعر بشكل آخر
وكتبَ بلغة اخترعها .. هو ...لامثيل ..
بالطبع هناك شعراء .. سلكوا نفس النهج
ولكن سليمان كانَ ولا يزال ((الأول))
لقد وصلَ الى (( الآن )) قبلنا ..
يتكلمون دائماً.. ( سليمان )
ظروفه والغربة هي من جعلته يكتب ...
ليس صحيح .. المُبدع مبدع .. أيّنما وضعته ... وسليمان موهبة شعرية ثائرة طرّزَها بثقافته ..
صاحب نظرة تصويـرية.. عجيبة
وخيال يبتلعُ الوعي ...
سليمـان المانع :
معادلة ... ضخمة .
.. تحتاج آلاف الصفحات
لتحاول حلّها ...
طفل : تأتأتُه ..تضاهي
خطب (قِس بن ساعده )



(( أخيــراً ...))
كتبتُ ما كتبت ... لأني أحبك فقط
والأهم من ذلك أنّك والله تستحق ..
حاولت اعطاءك شيئاً من حقك
الذي أجزم أنك لم تأخذه ..
:

اشكرك
وأشكر شعرك ..


زايد

زايد