خذلان
قصة قصيرة
صالح بحرق
لم أشاء أن أذهب إليها مطلقا، فقد تعلمت من الحياة دروسا، لا يمكن أن استغل ثانية، ولذلك حزمت أمتعتي وانطلقت مع الحافلة إلى المحطة، لاقرر بعد إلى أين أتجه.
كانت الحافلة ملأى بالمغادرين، هناك سيدة بدينة في الوسط، وهناك حامل، فكرت في نفسي: إلى أين يتجه هؤلاء؟ ألهم غاية مبهمة مثلي؟ مااعسر أن يحدد الإنسان وجهته في هذه الحياة .
ومضيت انظر الى النافذة والحافلة تطوي البساط تحتها طيا، وكلما مرت على مدينة، تطل وجوه المغادرين من النوافذ، وكنت اداري ألما في ساقي ودوارا في رأسي ممما يجبرني على التمدد. وجاءني صوتها من الغياب نديا رقراقا:
الى اين ستذهب؟ لاأحد سيعتني بك، واللصوص سيقتحمون شقتك دون رحمة امكث هنا عندي ودعك من الشحناء، ماذا جنيت بتعصبك بحق ليس لك.
وشعرت بشيء من الندم، وراجعت جميع مراحل المشكلة وفصولها، بدءا بطلاقي ، واللجؤالى المحاكم، مااصعب الحياة إذا خلت من المودة .. آه تبا لي، متى تتوقف هذه الحافلة؟ واجري في السهوب وحيدا ,،خاليا من كل هم.
إن بغية الإنسان في حياته أن يعيش هادئا في سكينة، لايعنيه من أمر الخلق شيء،
كان يمكن لي أن انهي الموضوع بالمصالحة، لكنها كانت تصر على جرحي.
كان الركاب في الحافلة يتململون في مقاعدهم، وكانت المرأة الحامل تشكو من طول الطريق، بينما اخذت المرأة البدينة ترفع صوتها وسط الحافلة، وقد بانت معالم المحطة، وتفقدت حقيبتي، ونظرت إلى الخلف، حيث جلس ثلاثة من الجنود، وهناك في مقدمة الحافلة جلس شاب انيق، ونزلت فيمن نزلوا، لكني لم استطع أن احدد وجهتي، وسألت نفسي: هل اعود اليها ؟مامن شك أنها اختي، وشعرت بغصة في حلقي، وبكيت في سري، وانا اعود اليها مجبرا،في جنح الظلام