إحدى أوراقي القديمة .. نشرت في جريدة القافلة التابعة لأرامكو السعودية ..
......................................
هم فتشوا في الذاكره
فتحوا القلاع
وجدوا النهار بلا يدين
والليل مسود الجبين
رفعوا سلاح القهر في وجهي وقالوا: لا تكوني
وامتطوا صهوات أجياد الخرافة... والتكبر... والغرور
وصرخت أبحث في الوجوه عن الضياء
فلم أرى إلا الظلام
وتساقطت كل الوجوه
لما سألت عن الضمير
صاحت بقايا المتعبين الواهنين
عمن بربك تسألين؟
ماتت ضمائرهم وذابت في الركام وفي التراب
قومي انظري
حتى تري أن العيون بلا محاجر
والراحلين بلا حناجر
أواه هل أنا جئت في زمن الجهالات العتيق
أم أن تلك قضية لن ينظروا أوراقها
فلقد تناسوا أمرها
يا سادتي
الجمع مشلول اليدين
ما خطبكم ؟ النار تأكل لحمكم
أما بقايانا التي قد حدقت في بؤسكم
مدت سواعدها تصفق للنهار
هل تبصرون؟
كم شمعة قد أوقدوها في الظلام
هل تسمعون؟
أصواتهم
هتفت تؤججها عذابات السنين
يا سادتي
هل ركبكم شلت خطاه؟
أم أنكم تخشون إيقاظ الضمير
هل يرجع الموتى وقد فقدوا الحياه؟
هل يستحي زمن المشيب
أو هل يعود له صباه؟
لا تخجلوا
فالراحلون إلى إياب
والفجر يبزغ بعد حين
لا تسألوا
لمَ ليلنا قد بات مسود الجبين؟