«•• فـراديـس الجيـاع ••» - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 516 - )           »          تجار القضية...! (الكاتـب : صلاح سعد - مشاركات : 1 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : جليله ماجد - مشاركات : 75192 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 327 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8217 - )           »          هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : عبدالعزيز التويجري - مشاركات : 301 - )           »          تبـــاريــح : (الكاتـب : عبدالعزيز التويجري - مشاركات : 44 - )           »          أكتب اشواقك .. (الكاتـب : نوف مطير - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2 - )           »          في المقهى .. ؟ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 4463 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7440 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-15-2007, 06:01 AM   #1
صُبـــح
( كاتبة )

افتراضي «•• فـراديـس الجيـاع ••»


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة






وأنا إبنة الخمس كنت أتوق لتذوق الطعام من خلال أصابعي كعادة سائر جنس بني البداوة ....
أما الغريب في الأمر بأني لستُ منهم ولا عصرنا عصر الأكل باليد !


و عندما منعتني طقوسُ التحضر من مزوالتها ...
كنتُ أصعدُ خلسة إلى أعلى السطح حاملةً طبقي المفضل لألتهمه بعيداً عن حرس حدود الشهية
( الشوكة والسكين ) ...


أصعد وأنا الأسعد بوقع خطوتي في فسحة الحرية ...
أتحرى ظلّي الماثل خلفي ...
وأراوغه ليمتد أمامي ...
وملء صوتي أصرخ انا حرة !
ويصرخ الظل من ورائي و أنا ظلّ الحرة !
ومن يومها عرفت ظلّي وتعلقتُ به ...
تشكلته وتشكلني ....
وكثيرا ما أحسه يصطفُ معي ضد تخوم مجتمعي ....
وإذا ماسار ملتصقاً بذيل ثوبي سحبته ليتغشاني كلي ...
حتى كبرت وكبر معي .!
وكلما جُعت صَعدت وأكلت !



في منزلنا العامر ترّبت صغار أحلامي ...
ذلك المنزل الذي لم يكن له الا عيباً وحيداً وهو علو أسواره !
كانت عالية جداً والأسوار العالية في بلدي تسلب حلم الطفل في مغافلة أهله واللعب مع اطفال الحي .... !
قد زرعوا فينا بأن الشارع مأوى للجياع فقط !



الجوع بغية العالم التي لم تتحقق أبداً وكأن سر الكون مربوط بناصية مسألة عقيمة
لم نستطع إشباعها ولو أشبعناها انكشف السر وسقط الكون
من عرشه الذي يبدو لنا مستقراً من إثر إهتزاز فهمنا لتصرفاته ولكن
مالمسافة الفاصلة بين العرش والكرش !



كنت اسأل جدي دوماً هل يعود بعض الرجال الى بيوتهم بدون أرغفة ؟!
لا يحتمل جدي سؤالي ولا أفهم لماذا لم أحتمل أنا الجواب !


نحن الآن لا نفهم لماذا يجوع بعضنا بينما يعيش البعض في تخوم الشبع !
لماذا لا يكون الإشباع هو السائد ؟
او لماذا يكون الجوع هو السائد ؟
مالذي يوحدّ بين الإثنين ؟
هل لو مات أحدهما عاش الآخر !
نحن لا نفهم شيئاً ... من الأفضل فيما يبدو ألا نفهم !



كُنت إذا نظرت الى مرآتي أرى فيها مايشبه الجوع
رأيتُ بلاداً مثقلة بالوحشة بالجدب
أطفالاً يبحثون عن أم
رأيت مايسمو على فطرة الإنسان
امتصاص للسؤال
وشوشة الحاجة للرغبة الفارّة مابين أسود وأبيض
دمٌ يتيه في فوضوية نزف .... !
تأصل لحدس الأقتناص الذي تكحّل بالذهول !
حشرجة العَرق النازف المتصبب على الأبواب
و...
أرغفةٌ تُخبز بلا تنّور أشتّم رائحتها ولا أكاد ألمسها !




رأيتُ الجوع !
......
إرتعبتُ حينها
خفتُ إن أخبرت أحداً أن ينهرني ملء التخوم التي ينغمس فيها رأسي
رجوت نفسي ألا أفعل
ولكن الجوع كان كقنبلة موقوتة على لساني
لا أدري كيف سأشبعه
و لكني فعلت !
وأشعلت الأسئلة المغلولة إلى أعناق أجوبتها
كالذي يظل يركب الجمل والطائرة مزودة بالوقود ؟
رغم تذكير الناس له بأن الخوف من سقوط الطائرة لا يعني
أنها لن تصل في الوقت الذي لم ينهض الجمل من بركته !



عرفت دوماً أن البطون الجائعة لا يردم جوعها الأكل البارد المتاح وإن كان ثمن الأكل الحار باهظاً
فإنهم مجبرون على دفعه حتى لو كان عمرهم من أجل سلامة بطونهم التي هي أهم مافيهم !
يكفي أن في سلامة البطون كسراً لحواجز النفس أمام النفس !


هذا الجوع الساكن فيّ وفيكم
والمتأجج أصالةً
يولول أن لله يامحسنين ولكن محسنين زماننا بلا إحسان !
يخبرني صوتٌ أن الجوع يتنوع في التيه المذهل
يخلعني من عتبات البطون إلى شبابيك النفوس
فأبصره كالأعمى الذي يطرق أجراس البؤبؤ تحسساً !



وهكذا مرّ العمر مابين نوحٍ وبوح حتى انبجست حياتي عبر شرخٍ في جدارِ
احساسي بجياعِ العالم من حولي ...
وترقرق قلبي بالصامدون أمام الأبواب والأسوار العالية مطلباً لكسرة خبر !
فلا دخلوا إلينا ولا خرجنا نحن اليهم والشاهد قمصانهم التي اعتصرت صبراً !


وعرفت الآن ياجدي كيف أن الرغيف هو من يجعل بعض الرجال ضيقة مناكبهم ،
عارية رؤوسهم ، مقلمة أظافرهم تعلو وجوههم شقوة الجوع !




بقلمي ....

صُبـح


 

التوقيع

العزلة أبرح فسحة للنسيان ... !

صُبـــح متصل الآن   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:12 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.