قبيل انتهاء حديث هاتفي بيني وأستاذنا الشاعر الكبير قدراً وحرفاً وفكراً / محمد جبر الحربي قلت له : نبض احساس يقول بأنك تعاني من غربة ! ..مسحة حزن علت صوت شاعرنا وهو يقول ..ليست وليدة اليوم يا يوسف ..منذ زمن بعيد وشعور الغربة يتملكني ......................................
انتهى حديث القلب ليبدأ حديث القلم ..انسابت دموع القلم وكأنه كان يستمع لأحزاننا
,
,
غرباء
في ذاك الدرب المتاخم لمدينتي المكتظة بالأضداد والأصداء , أوقرته السنون المثقلة بالتعب والأفكار الصاخبة , في عينيه سطور غربة ومسافات انتهت عند المشاعر ذات الألف وجه ..
امتصته اهتراءات الأشياء ليذوب في دائرة الوحدة وجعاً حين الأنفس التي أكلها الظلام نفته إلى زوايا الظل في دواخله ,
التهبت جذوة الفضول لتشتعل في رأسي أسئلة ..
عن الأغلال والأسمال ..عن رواق المدينة ..عن الذين حقنوا المفاصل بمعاول هدم ثم باعوا الارث في سوق النخاسة ..
بحث عن حزمة أجوبة تكسّرت أحرفها في فمه قبل أن تموت ..
امتدت يدي إليه أسأله الرحيل وأن نغادر هذا الزمن المنفي للغربة , أن نسافر في غيمة المعاني ونرحل على صهوة جواد موواويله التي كان يبث غرامها شدوا ..
أسند ظهره إلى شجرة عتيقة أكلت الريح أطرافها وبقي الجذع شاهداً على وجود الشجرة ..
لوّح بيده مودعاً وهو يشير إلى الطريق الممتد أمامي بلا انتهاء
ابن المدينة / يوسف الحربي