***
في القضايا الأخلاقية في مجتمعاتنا "الشرفية" – عفوا – "الشرقية" دائما يلام الشاب ويكون هو الذئب البشري..هو المفترس..المتلاعب..الجاني..بينما الفتاة تكون الحمل الوديع..المخدوعة..الضحية..المغرر بها..والمجني عليها..
***
في السمعة والشرف المرتبطان بالأخلاق..وفي الأخطاء التي سيتوحد الجنسان في الحساب عليها عند العدل الحق..تنشأ المفاهيم المغلوطة فتكون الفتاة هي المجرمة والمذنبة والمستحقة للعقاب بل والمعاقبة بالقتل حينا وبالضرب أحايين أخرى..وذلك لغسل العار عن الأسرة التي تنتمي إليها بينما الشاب لا تكون أخطاؤه وأسفاره وتنقلاته التي يتبين للعيان سوء مقاصدها..لا تكون إلا تجارب وطيش شباب ونزوات "يكبر ويتجاوزها"..بل إن بعض الآباء هم من يمولون أسفار أبنائهم وبعضهم الآخر يسافر مع ولده لتتحقق المتعة للجميع...
***
عند الرغبة في الزواج يسأل أهل الفتاة عن الشاب وعن دينه وأخلاقه وعن المواصفات التي يتمنونها في شريك حياة ابنتهم بينما أهل الشاب يفنون الوقت والجهود في السؤال عن أهل الفتاة وأصلهم وفصلهم ومنشأهم وأنسابهم وهل هم أسرة مشهود لها..تناسبهم وتكافئهم اجتماعياً..ويتجاهلون أمر الفتاة التي ستكون شريكة لحياة ابنهم..فكونها ناشئة في بيئة صالحة خيرة ليس كافيا لضمان سلامة أخلاقها ونقاء سريرتها..
***
تحقيق العدالة هي الغاية من المحاسبة على الأخطاء الأخلاقية ولكن إذا استمرت الحال على ما هي عليه من دفاع عن الشاب في حالة وعن الفتاة في حالات ..وكان هذا الدفاع غير مبني على حق ..و ليس إنصافا بقدر ما هو هوى ورغبة شخصية أو أعراف اجتماعية..ففي اعتقادي لن تكون هناك فائدة من الحساب وسيبقى الجميع يسرح ويمرح ويمرغ شرفه وشرف أهله ودينه في تراب الخطايا المبررة..
***
عجيبة هي المفاهيم والأعراف لدينا..العملة واحدة "الأخلاق"..ولكن كم وجه نستطيع أن نرسم لها؟؟
إنه بلا شك أكثر من وجهين..!!