الهروب الى الضياع

[عبدالله الراشد]

 التعامل مع الفتاة بقسوة ومكابرة والنظرة اليها على انها كائن ناقص ما هو الا اسلوب عقيم لا يتوازى مع مبادئ الدين الحنيف والعادات والاعراف الاجتماعية. ومن الضروري الحرص على ان تحظى الفتاة بكمية الحنان والاهتمام الذي يحظى به الشاب في اطار الاسرة حتى لا تحدث التفرقة بينهما والام الصادقة والواعية تعلم جيدا ان العناية الاسرية مصدر أمان للابناء يمنعهم مما لا تحمد عقباه ويحميهم من التصرف بطريقة تخدش القيم النبيلة وتعرض اسرهم للقيل والقال وتشويه السمعة.
 الاسرة هي المصدر الاول للأخلاق الحميدة ومتى ما تم الاهتمام بأساليب التربية سترتقي الاسر خصوصا الآباء والامهات في تعاملهم مع ابنائهم وفق اسس مدروسة ومتوافقة مع تعاليم الدين الحنيف لذا كان لابد من الاهتمام بالدورات التأهيلية التي تجهز الآباء والامهات وتعينهم على التعامل مع ابنائهم ولا يوجد ما يعيب توجه الوالدين الى الجهات التي تقوم بهذه الدورات للبحث عما يساعدهم على التعامل مع ابنائهم بطريقة سليمة ومعاصرة.
 ان الحديث عن حالات هروب الفتيات أمر قد لا يتقبله البعض ولكنه حقيقة لا مفر منها وهناك جهات امنية رصدت مثل هذه الحالات وقامت بمعالجتها وحتى لا تتحول هذه الحالات الى ظاهرة وكارثة يصعب حلها يصبح من الضروري البحث عن اسباب هروبهن ومعالجتها قبل فوات الاوان ولعل من أهم الاسباب الدافعة لذلك الاهمال الاسري لمشاكل الفتيات وعدم مراعاتهن والضغط عليهن وكأن الفتاة ليست كائنا حيا لابد من تحقيق متطلباته والعمل على مراعاة ظروفه النفسية.. فهناك اسر تدفع الفتيات للسلوك غير السوي بسبب الاهمال والمبالغة في رصد قائمة العيوب و الممنوعات في حياتهن. فكم من فتاة جعلت من صديقاتها مقربات لها اكثر من امها ووالدها وبحثن عن العلاقات المشبوهة لغياب العاطفة في بيتها وانعدام الحنان والاستقرار النفسي.
 لابد من وقفة صادقة من جميع الجهات المسؤولة للقضاء على مثل هذه الحالات والبحث عن حلول عملية لايقاف حالات هروب الفتيات من منازلهن. وهنا تبرز اهمية الاهتمام بغرس الوازع الديني من الاسر من خلال المحاضرات والدروس التثقيفية في المساجد والمدارس والجامعات وعبر اجهزة الاعلام المختلفة. فالأمر بالغ الخطورة والتعامل معه لابد أن يكون بحزم ووعي تام ومتى ما كنا حريصين على الرعاية السليمة لابنائنا سنؤهلهم الى المحافظة على العادات والتقاليد وقبل ذلك التمسك بالمبادئ الاسلامية والتحلي بالصبر وسنجعل الآباء والامهات قادرين على التعامل مع ابنائهم بمصداقية ووضوح فهم اجيال المستقبل واذا صلحت احوالهم صلح المجتمع وارتقى للقمم وبلغ الحياة الهانئة.

من نبضي
تكذب على قلبي وتقول
غابت معك كل الفصول
والليل باقي بطلته برد وشتاء
والصيف قاسي ما وفى
ومابه جديد بغربتي
كثر الخطايا باقيه
وسود النوايا لافيه
والقلب يعطش للابد
رغم الزمن مابه احد
ويبقى سوال بذمتي
هذا العطش الى متى ؟؟




...............................
نشرت في جريدة اليوم
الجمعة الموافق 18 شوال 1429