بليغ حمدي ..الموسيقار العبقري ,, - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
مجنون قريتنا .. (الكاتـب : عبدالعزيز المخلّفي - آخر مشاركة : قايـد الحربي - مشاركات : 4 - )           »          خذتي من وصوف القمر (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : عبدالعزيز التويجري - مشاركات : 1 - )           »          تعجبني ! (الكاتـب : حمد الدوسري - آخر مشاركة : عبدالعزيز التويجري - مشاركات : 5 - )           »          العين (الكاتـب : عبدالإله المالك - آخر مشاركة : عبدالعزيز التويجري - مشاركات : 16 - )           »          في المقهى .. ؟ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 4462 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7438 - )           »          ما يكتُبُهُ العضو بالعُضْو : (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2418 - )           »          مجلة ألوان .. (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 118 - )           »          مرضى متلاعبون (الكاتـب : إبراهيم عبده آل معدّي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2 - )           »          إلتقاطة أبعاد اللون (الكاتـب : نادرة عبدالحي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 407 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات العامة > أبعاد أبعَادية > أبعاد المكشف

أبعاد المكشف يَفْتَحُ نَافِذَةَ التّارِيْخِ عَلَى شَخْصِيّاتٍ كَانَتْ فَكَانَ التّارِيْخُ

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-15-2006, 01:15 PM   #10
حنان محمد

كاتبة وإعلامية

مؤسس

الصورة الرمزية حنان محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 23

حنان محمد غير متواجد حاليا

افتراضي


من وصايا كوكب الشرق:
بليغ ثروة قومية حافظوا عليها

> فسخت سامية جمال خطوبتها لبليغ، ولما تمادي في الإلحاح بأنه يحبها زجرته: "حب إيه اللي أنت جاي تقول عليه".
> أغنية "ما تزوقيني يا ماما" كُتبت ولحنت خلال ساعة جنون فني، شارك فيها عبد الرحمن الخميسي بليغ حمدي، من أجل وردة الجزائرية.
> كانت استعانة أم كلثوم ببليغ وعمره 25 سنة قمة الذكاء فقد أعطاها عمرا فنيا جديدا من الغناء المتطور رفيع المستوي.
> في مطار القاهرة تنهد عائد بعد غياب طويل "يا حبيبتي يا مصر" فحولها بليغ إلي واحدة من أحب الأغاني للملايين.
كان بليغ حمدي يعشق النساء كما يعشق الموسيقي، حتي أشيع أن كل لحن له كاد (أو تحول بالفعل) إلي قصة حب، والنساء لسن موضوعنا هنا، لكنهن مدخل ضروري، فقد تعود بليغ أن يستقي موسيقاه من مفردات إيقاع ونغم كلام الناس .. من زغاريد الأفراح وعديد الأحزان و... . ولأن إيقاعات وألحان الكلام لم تكن وحدها ما يهز بليغ فقد غرق لشوشته في حب بعض الراقصات الشهيرات، وخطب فعلا سامية جمال، ولما فسخت- هي- الخطبة، وتمادي في الإلحاح بأنه يحبها زجرته: "حب إيه اللي أنت جاي تقول عليه"، والطريف أن هذه الكلمات تحولت، بنفس اللحن الزاجر، إلي فاتحة مشواره مع كوكب الشرق وعمره 25 سنة!
خلال النصف الثاني من السبعينيات توثقت علاقتي بالفنان الكبير عبد الرحمن الخميسي، حيث كنا نعمل ونعيش معا في العاصمة السوفييتية موسكو.. وقد تعودنا- في برودة المناخ والغربة- أن نستدفئ ببعض ذكريات مصر.. وفي إحدي المناسبات السعيدة لاحت الفرصة لأسأله عن أغنية "ما تزوقيني يا ماما" فرد: لن تصدق كيف ولدت في لحظة جنون مع بليغ حمدي.
هدية لوردة
قال الخميسي: "يوما طب علي بليغ في البيت.. كنا نتناول الغداء. قلت له "باسم الله" داعيا إياه لمشاركتنا، لكنه اعتذر "ماليش نفس".. كان متجهما ودخل حجرة الصالون، وفهمت أنه في مأزق، فخففت إليه سائلا "مالك.. شايل طاجن ستك علي دماغك ليه؟" فمال علي أذني طالبا أن أقرضه بعض المال.. جمعت ما معي من نقود فناهز الثلاثين جنيها.. لكن بليغ بادرني أنا في حاجة إلي مائة جنيه علي الأقل لشراء هدية لوردة، فقد دعتني إلي حفل عيد ميلادها مساء اليوم. حاولت توفير المبلغ بسلفة استثنائية فلم أفلح.. رحت أحك رأسي مفكرا- فقد كان بليغ يحب وردة حبا جنونيا- حتي وجدتها.. الوسيلة التي كنت ألجأ إليها أيام الضنك.. سألت بليغ عن الأغاني المضمون رواجها هذه الأيام، فرد مستنكفا- وكأنه يقول إحنا في إيه ولا في إيه- أغاني الأفراح. قلت فرجت.. وانهمكت في الكتابة، وما ان انتهيت منها حتي ناولت الورقة لبليغ، وسحبت العود ووضعته بين يديه: "لحن ياعم".. وهكذا ولدت "ما تزوقيني يا ماما.. قوام ياماما.. ده عريسي ها يأخدني بالسلامة ياماما".. وبينما كان بليغ يلحن حجزنا عبر التليفون الاستديو وأصدرنا أمرا لأفراد الفرقة الماسية بالتجمع، ولما انتهي بليغ أسمعنا اللحن علي التليفون لمها صبري، التي طارت فرحا به، ولم تمض ساعات إلا وكانت الأغنية تسجل، وكنت أتسلم 400 جنيه مقابل تأليف الأغنية وبليغ 800 جنيه مقابل تلحينها، ليلحق بالكاد حفل عيد ميلاد جولييت بهديتين، خاتم سولتير و "عريسي ها يأخدني بالسلامة ياماما".
حب سامية
كانت حكايات الخميسي أول المداخل الحميمة إلي عالم بليغ الفني العجيب، لأكتشف إقدامه- في لحظة جنون شبيهة- علي الخطوة التي غيرت مساره، وكانت بمثابة اعتراف رسمي من "المؤسسة الموسيقية" بأنه بلغ مرتبة الكبار.. فلأن إيقاعات وألحان الكلام لم تكن وحدها ما يهز بليغ فقد غرق لشوشته يوما في حب سامية جمال، وطلب بليغ من أخيه الكبير مرسي سعد الدين أن يصحبه لخطبتها ، وأخذه إلي بيتها في عمارة ليبون علي نيل الزمالك ، وتمت الخطبة بالفعل.. لكن الزيجة لم تتم، رغم ما بدا من حب كبير يجمع الخطيبين.. إذ سرعان ما أقدمت سامية علي فسخ الخطبة، رغم تمسك بليغ وطلبه من فريد الأطرش وغيره التدخل.. ولما تمادي في الإلحاح بأنه يحبها زجرته "حب إيه اللي أنت جاي تقول عليه".. أما كيف استخدم بليغ إيقاع الردح البلدي ليحول الكلمات الزاجرة، إلي فاتحة مشواره مع كوكب الشرق فهو حكاية بليغ بالتمام والكمال.
تعرف في مطلع حياته الفنية بعبد الوهاب محمد، وهو شاعر شاب يعمل مهندسا بشركة بترول، كان يحاول إثبات وجوده علي الساحة الفنية، وتعرفا معا علي مطربة جديدة هي فايزة أحمد، وقدم ثلاثتهم أغنية "ما تحبنيش بالشكل ده" التي نالت نجاحا جماهيريا كبيرا.. وأعجب الفنان محمد فوزي بالملحن الناشئ، وتوطدت علاقتهما ليتيح لبليغ فرصه التلحين لكبار المطربين من خلال شركة "مصر فون" التي كان يمتلكها. وأيقن فوزي بفراسته أنه أمام موهبة فذة في التلحين، فقرب بليغ إليه واحتضنه ودعمه. وهكذا شاعت منذ بداية الستينات ألحان ناجحة لبليغ مع أصوات حليم ونجاة وشادية وصباح و...
حب إيه
ارتبط بليغ وعبد الوهاب محمد بنوع من التوحد والجاذبية، وكانا يعقدان جلسات عمل طويلة طلب بليغ خلالها تحويل "حب إيه" سامية جمال إلي أغنية، ولما انتهي عبد الوهاب من كتابة كلمات الأغنية وبدأ بليغ تلحينها احتارا في أمرها، واختلفا علي المطرب الذي يقبل غناء الكلمات الجريئة والغريبة علي آذان المستمعين، ووصل الجدل إلي الاتفاق علي "ركن" الأغنية لمواصلة العمل في غيرها. لكن بليغ أخذ يدندن مطلع "حب إيه" في جلساته الخاصة، وهكذا استمع الفنان محمد فوزي للمطلع، وكان من أشد المعجبين به.

كانت تجري سهرات فنية في بيوت قاهرية مختلفة، وفي هذه السهرات كان الحديث يتطرق- إلي جوار الغناء- للجديد في عالم الفن.. ودخل بليغ مع نجاحاته المتتالية دائرة الحديث في هذه الصالونات. وكان محمد فوزي من أصدقاء أم كلثوم المقربين.. فسألته أن يعرفها علي هذا الملحن الشاب. ورتب فوزي سهرة فنية في منزل د. زكي سويدان، وهو أحد الأطباء المشهورين عشاق الغناء، وجاء بليغ فاقتاده فوزي إلي حيث تجلس "الست" قائلا في حماس: ستسمعين الليلة ملحناً رائعاً سيكون له شأن في السنوات القادمة. وتصرف بليغ علي سجيته فتناول العود وجلس علي الأرض كما اعتاد عندما يلحن، وراح الحاضرون يتبادلون النظرات في استغراب من الملحن الجالس مثل الفقي! وقال بليغ عن هذا اللقاء: "ما أعرفش ليه لما مسكت العود وبدأت ضبط أوتاره ربنا ألهمني أني أغني "حب إيه"، رغم أنها لم تكن في بالي وأنا رايح السهرة.. وعندما انتهيت من غناء المذهب لقيت أم كلثوم قاعدة جانبي علي الأرض، وسط ذهول الحاضرين".
فوت علي بكرة
وكانت تلك الليلة بداية الانطلاق الكبير لبليغ- الذي لم يتجاوز منتصف العشرينات- إذ وضع قدميه علي أول دروب المجد.. سألته أم كلثوم عن باقي اللحن فقال لها: إنه لم ير داعيا للعجلة في إكماله، وتطرق حديث الساهرين بعد ذلك إلي أشياء عامة منها ابن شقيقها إبراهيم خالد، الذي كان يسعي لاحتراف الغناء، لكن الست بادرته قبل أن تنصرف: "يا ولد يا بليغ فوت علي بكرة".
ذهب الولد إلي منزل أم كلثوم في اليوم التالي، وهو يعتقد أن الدعوة تخص ابن أخيها.. يقول بليغ: "لم يكن في ذهني إلا تصور واحد وهو أنها تريدني أن ألحن لإبراهيم خالد.. وبالفعل بعد الترحيب بي حدثتني بشأنه، واتفقنا علي أن أعمل له لحنا.. وكنت أستعد للاستئذان حين ناولتني العود وهي تقول: "إيه رأيك في شوية سلطنة.. سمعني اللي كنت بتقوله امبارح". أسمعها بليغ مذهب "حب إيه"، فطلبت منه أن يعيده أكثر من مرة، ثم سألته كلام مين ده؟ لمعت سامية جمال في خاطره فاندفع مجيبا: عبد الوهاب محمد.. وحين نظرت إليه متسائلة، استدرك: شاعر صديقي يعمل مهندسا في شركة "شل"، لتسأله أم كلثوم: أنت حافظ بقية الكلام؟ ليجيب: للأسف لأ.. ثم يستدرك "لكن ممكن نكلم عبد الوهاب".
نهض وطلب عبد الوهاب محمد
- ألو.. ياعبد الوهاب.. والله تيجي حالا لبيت السيدة أم كلثوم.
- يا بليغ بلاش هزار علي الصبح.. الواحد مش فايق لك وعاوز يشتغل.
يقول بليغ: "وكان الموقف في غاية الحرج وأنا أحاول إقناعه بأن المسألة مش هزار، حين أخذت أم كلثوم السماعة وقالت: اسمع ياعبد الوهاب.. أنا أم كلثوم.. أنت معاك عربية.. طب خذ تاكسي وتعالي حالا أنا في انتظارك".
وهكذا جلس عبد الوهاب محمد يقرأ لها بقية الكلام، وأم كلثوم تصغي بإعجاب واضح.. قبل أن تقول: "اسمع يا بليغ .. من غير زيطة ودون أن يعرف أحد خلص تلحين الكلام".
- ليه هو حضرتك عايزاها؟
- أيوه.. لكن ما تحملشي همي.. اشتغل في اللحن علي راحتك.
طبعا طار بليغ مع عبد الوهاب محمد من الفرح، وخلال أيام كان قد انتهي من تلحين الأغنية التي قررت أم كلثوم أن تغنيها في افتتاح موسمها الشتوي. وفي أول بروفة في بيتها اعتقد أعضاء الفرقة الموسيقية أن الشاب بليغ قدم إلي الست في زيارة عادية بصحبة عبد الغني السيد.. ولكن ما ان دخلت الست وطلبت أن يعطوا بليغ عودا حتي خيم الصمت لحظة، قبل أن ينهض الجميع لتهنئته، وكان محمد فوزي الذي جاء خصيصا ليحضر البروفة في طليعة المهنئين.
نهر متدفق
نجحت الأغنية ولفتت أنظار الناس، وتكرر اللقاء فقدم الثلاثي نفسه "أنا وأنت ظلمنا الحب" في الموسم التالي، وكان ذلك قمة الذكاء من كوكب الشرق فقد كان بإمكان النابغ ابن الخامسة والعشرين أن يعطيها عمرا فنيا جديدا. وكانت هذه بداية مشوار طويل من الغناء المتطور رفيع المستوي، امتد حتي عام 1973 وشمل أغنيات "أنساك يا سلام/ كل ليله و كل يوم/ بعيد عنك/ فات الميعاد/ ألف ليله وليله/ الحب كله/ سيرة الحب/ حكم علينا الهوي، إلي جانب أغنيه وطنيه وحيده "إنا فدائيون".
وكان التلحين لأم كلثوم جواز مرور لا يقاوم لغيرها من الأصوات المصرية والعربية الكبيرة، لكن بليغ لم ينس أن يفتح أبواب الفن الكبيرة أمام عشرات من الأصوات الجديدة.
تبقي إشارة إلي أن أم كلثوم كانت تحتفي دائما ببليغ- رغم مثالبه- يقول وجدي الحكيم: "كنت حريصا علي الاستعانة ببليغ في أعمال المناسبات وأذكر أن أم كلثوم مالت علي مرة وقالت: "أنا عارفة أنك بتحب بليغ لكن لا تبددوا طاقته في الترع والمصارف".. لم أفهم فسألتها: "حضرتك تقصدي إيه؟!"
- بليغ نهر متدفق من الأنغام الجميلة.. اتركوه يعمل أغاني عظيمة، وأغاني المناسبات عندكم ملحنين كتير يعملوها.. بليغ ثروة قومية حافظو عليها!!
التنهيدة
وفي الختام، وقبل إنهاء هذه العجالة المختصرة فإن أسلوب استقاء اللحن من كلام الناس علي طريقة "حب إيه" لم يكن خاطرا طارئا لبليغ، فقد كان منهجا معتادا واصل فيه واحدة من ممارسات سيد درويش الأثيرة في إخضاع الإيقاع اللحني لإيقاع الحياة الطبيعي.. مما وصله بكنز لا يفني من أغاني الناس وألحانهم المعتقة التي تبدو عفوية.. ثروة جديدة في أسلوبها وجوهرها وسخائها، استقطر من ألحانها المهملة متعا جمالية منقطعة النظير، تكمن بلاغتها في مناجاة الناس بما يهمس في هواجسهم وما يعن في خواطرهم.
ومن الأمثلة البليغة في هذا الصدد أن بليغا كان عائدا من إحدي رحلاته الخارجية، وفي الطائرة التقي بصديق له غاب عن مصر طويلا، وإذا بهذا الصديق يتنهد لحظة الوصول "يا حبيبتي يا مصر" ليلتقط بليغ "التنهيدة" ويحولها إلي واحدة من أغاني شادية التي يروق ترديدها للملايين.
د. محمد فتحي

 

التوقيع

حنان محمد غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:51 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.