اوكسجينكِ .. ~ - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
وكأنّي لم أرحل. (الكاتـب : عُمق - آخر مشاركة : جهاد غريب - مشاركات : 6 - )           »          اعترافاتٌ تُكتَبُ بِنارِ الرُّوحِ وقَبضَةِ القَمَرِ! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 2 - )           »          حين اختار القلب أن يصمت! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )           »          مخطوطة الحلم والنار ... (الكاتـب : بسام الفليّح - مشاركات : 0 - )           »          جُب حظي (الكاتـب : غازي بن عالي - آخر مشاركة : نادية المرزوقي - مشاركات : 1 - )           »          اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : محمّد الوايلي - مشاركات : 2921 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1782 - )           »          كلي أرق (الكاتـب : غازي بن عالي - مشاركات : 12 - )           »          فواصل شعرية ( 3 ) العيد (الكاتـب : نوف الناصر - آخر مشاركة : غازي بن عالي - مشاركات : 25 - )           »          أصواتٌ في الفراغ: أطلالٌ تهمس بلا صدى! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-02-2009, 07:20 PM   #1
م.ماجد محمد
( ذُوق بنكهَة خاصَة )

افتراضي اوكسجينكِ .. ~




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لم تعد الكتابة وسيلةً لإيصال الأفكار فحسب ; بل أصبحت ضوءاً بالإمكان إمساكه لكشف ما يختبئ خلف الأشياء الشاحبة من حولنا . و لأني سأكتب بذلك الشحوب ، سأجعل من الأحرفِ مادةً تتحسس منها الجلود ، و شيئاً تهرشه الأيادي ليخف وَقع قشعريرتهِ . سأوقظ كل الخلايا النائمة في وجهكِ لأزلزل أمانها ، و سأرسم بيديكِ ملامح ذنبك الأخير دون أن أخربشكِ بيديَّ التي حاكت الكثير من تفاصيل أمانك .

آمنت بكِ اكسجيناً منحني الحياة ، أعيش لأتنفسكِ كل يوم و أخبئ بتفاعلي معكِ ذرَّتي رجولتي بجيبكِ الذي لا يتّسع إلا لي ، لنصبح الماء ، الحياة ، و المنطق التي تسير به الأشياء ، لم يكن رقمي الهيدروجيني سهلاً ليرتبط بكِ بهذه السهولة ، فوجودكِ أيقظَ كل حواسي التجاذبية لأن آتيكِ مهللاً . لم يكن البحث عن مكامن انجذابك مهمةً سهلة لأصنع نهراً أفتخر به في قناتك الخاوية . كانت الأجواء من حولنا مزعجة للغاية ، الكثير من المتشردين حولي بلا عناوين ، كنتِ الحِلم الذي يسعى الجميع لتحقيقه ، كنتِ الورقة التي يسعى الجميع للكتابة عليها ، كنتِ سدرة منتهى و أماني الكثير من الناس ، لم يكن كفاحي بسيطاً لأصبح متكافئاً بين عينيكِ و شخصاً قادراً على حيازة إعجابك و الالتحام بكِ بأقل مجهود ممكن لنصبح اللفظ الأمثل في شفاه الحياة .

كلَّ ما أعرفه الآن هو أننا أصبحنا تلك البُحيرة القابلة للجفاف ،

حين نحَّذر من أيّ شيء فإنه دائماً ما يكون أقربَ لأن يسقط حولنا ، لقد تهامسنا كثيراً حول اليرقات التي تزحف بجوارنا عن تبّخر علاقتنا ، حذرتكِ منه كثيراً بصفتي ذرة عاشت طويلاً في الهواء قبل أن يُصبح لي عنواناً اكتملت أحرفه بكِ ، لم أكن سوى متشرداً يطير من مكان لآخر بخفّة ليؤمن مستقبله .

كنتِ اكسجيناً أكسَّد الكثير من أحاسيسي ، و أصبحت بفضلكِ كائناً جليلاً يقّدم الكثير للقابعين من حوله . أنتِ ذلكَ الإدمان الذي لا يُمكنني ترك تعاطيه ، و بسببكِ أصبحت حياتي قيدَ رهانٍ يسكن بينَ أصبعين من يديكِ الصغيرتين .

لم أضع بحُسباني عن خطرَ إدمانك ، و أنكِ مُسببٌ رئيسي للصدأ الذي يسكن حجرات وريدي ، بكِ عشت و بأفعالكِ أموت حَيا . تحذيري السابق لم يكن سوى يرقة قد بلغت سريعاً لتصبح فراشة اختفت في دهاليز الظلام . حتى توقعاتي تخذلني باستمرار و تُعاصر سوء طالعي المرتبط بشرياني الأثخن و أوراقي المرصوصة فوق بعضها البعض و هي تنتظر إعدامها بالنار على الطريقة الهندوسية .

سأتبخر من حرارة صدمتي ، و أخلصكِ من براثن ارتباطي ، لأعيش باباً آخر من الرواية يقتضي على تأمل سقوطكِ الأخير في حوزة ذرّة أخرى . سأتفقد تفاعلكِ حينها و أخّلص أجواءكِ من هيدروجيني ، لأطير بعيداً حدَّ الأفق أو أصبح في علبةٍ مغلقة أبدَ الدهر .

1 ابريل 2009

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

م.ماجد محمد غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:37 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.