.
.
لا يغرنـّكِ أن بدا وقوراً…
أعرفه جيداً…
فطالما استحال بين يديها طفلاً يحجل متبختراً…
كم هو مغرق في التناقض ، حادٌّ في التحولات ،
لكنني لا ألومه سوى على ألاّ يبقى الطفل… !
فهو أجمل وأنبل وأقرب إلى نفسه ،
وسيكون أقرب للآخرين.
- وكيف لها أن تستبيح وقاره؟! والأغرب والأعجب كيف لمثلها أن تروّضه؟!
فأنا أعرف جيداً كم هو وعرٌ، ومتحصنٌ ، ومغرورٌ، ومركّب !
وأعرف أيضاً كم هي "بسيطة" !
- "ببساطة" أيضاً، لأنها "المكان" الأوحد الذي "يؤنسنه" ،
وفيما سواه يعود حجر شطرنج تحت سطوة دور لم يُجِدْهُ قط منذ خُلق !
لأنها تفتح له نوافذ الهرب، ليرادفها على صهوة بساط ريحها ،
لتهوي بهما في تمازجٍ سحيق… !
لأنها تخلع عنه جلباباً ليس له، تعيد هندمته ، وكأنه صغيرها صباح عيد … !
لأنها تنتبذ به قصياً، وتنبذه في العراء لتهطل عليه مطراً
يتغلغل إلى فجر تاريخه ولحظاته الأولى … ،
يغسله ، ويروي ظمأه ، وزرعه … !
.
.