هل بالضرورة أن يقوم على الحملة من عانى مثلها ؟
إذن .. سقط الأساتذة الذين يحاربون الجهل ، وسقط العلماء الذين يُعلمّون الناس العلم ، وسقط الحاكم الذي يولد وفي فمه ملعقة من ذهب يرجو لشعبه الخير ويسهر من أجله ويوجه الجميع إلى فعله ، وسقطت الأم التي تربي أبناء زوجها وهي عاقر ، وسقط الكفيل الذي يكفل الأيتام وهو أيِّم ، وسقط الغنيّ الذي يتصدّق على الفقراء ، وووو...وسقط هكذا عالَمْ
سيدتي .. لا سعيدٌ في الحياة الدنيا بالمطلق فحتى صاحبات السمو عندهنّ معاناة تخصُّهنّ وإنْ لم تكترثي بذلك فهنّ في آخر الأمر بشرٌ مثلنا .. وهل هي سعيدة في غياب ولي أمرها أو في حريتها المزعومة ؟!
ثم ..
لم أقل بأنك تدعين إلى فسخ الولاية !! بل أردتُ التأني في مواجهة مثل تلك الحملات فعندما أخبرتك أن الأمر مطروح بين أيدي الجميع على اختلاف ثقافاتهم و وعيهم ما أردتُ إلا أنك إن كنت عاقلة فستعلمين ما سيجرّ علينا مواجهة كل بادرة من خروج البعض للقول : نعم لا نريد وليًّا ، أعني ستجدي من يقولها إن لم تقوليها أنتِ لكونك عاقلة وتتميّزين بروح الغيرة على نفسك أولا قبل الأخريات ولكن هناك من يصطاد في الماء العكر ويجعل من مثل مواجهتك سببا في إقصاء كل ما ظاهره خير ..
ثم ..
هل اعتراضك على الحملة .. أم على أصحاب الحملة ؟!
هنالك فرق ولا أظنك تجهلينه - سيدتي - لأنّ الاعتراض على مبدأ الحملة خطأ إذ أنها في صالح المظلومات من الفتيات و النساء ولستُ أراك تعترضين على المبدأ ، بينما الاعتراض على أصحاب الحملة وبهذه العدوانية - اسمحي لي بقول ذلك - لا يُجدي نفعاً ، وإن كنتِ فعلاً حريصة على إحقاق الحق وتريدين صدق النوايا التي يؤسس لها العمل الصواب فما كان لكِ أن تغضبي كل هذا الغضب و تنفري مثل هذا النفور لأنه وبكل بساطة لن يستمر إلا الصواب في آخر المطاف واللعب على وتر المظلومين والمحرومين سينتهي عاجلاً أم آجلاً بغض النظر عمّن يقوم بهذه البادرة أصاحبات سموّ أم غيرهنّ ..
لِمَ لا نتناول الموضوع بأَرْيَحيّة أكثر ونبتعد عن التشنج والغضب ونتخاطب مع أولئك النسوة القائمات على هذه البادرة فبدلاً من توجيه الانتقاد لهنّ علناً و تشريح عملهنّ والتنقّص من جهدهنّ علينا بالنصيحة " فالدين النصيحة " كما قال صلى الله عليه وسلم ، لمَ لا نتعقّل في مواجهة ما يثير اشمئزازنا و نحاول أن نعالج الأمور إن استطعنا باليد ثم باللسان ثم بالقلب وهو أضعف الإيمان ..!
الآن .. باللهِ عليكِ ما الذي استفدتِهِ من تهميش حملتهنّ ؟! هل قمتِ بوضع حلّ بديل ناجع وبادرة صادقة وقوية طرحتها بين الناس ؟
لستُ في مقام الدفاع عنهنّ ولكن أعطني بديلاً واقعياً يجعلني أُقصي عملهنّ .. ثم ما الفائدة من الدخول في معمعة الخلاف الذي حدث بين أطراف البادرة ؟ هل ستخوضين مع الخائضين ؟! أعلم لقد ذكرتي الخلاف للدلالة على قصور هذه الحملة واتجاهها ناحية الشهرة فقط لاغير .. ولكن .. أين العقل في ذلك ؟!
ما الذي يعنينا في هكذا ترّهاتْ تتبدّى من وراء الحملات المختلفة ما دام الحق سيبقى آخرًا ..
أقول لكِ ؟
المرأة نصرها الله في كتابه وعلى لسان نبيّه صلى الله عليه وسلم ، ولن يدع اللهُ حَلْقًا شقّه من دون رزق فاطمئني عزيزتي على أخواتك المظلومات سيلقين خيرًا بإذن الله ، ولو كان حديثُك هذا قبل عشر سنين لوافقتُ عليه ولكن نحن الآن في طور تحويل اعتماد المرأة على نفسها عن طريق إلزامها ببطاقة هوية وما يتبعها من حرية شخصية تستطيع بها إدارة شؤونها فالآباء اليوم غير الآباء أمس والإخوان كذلك والأزواجُ أيضاً تغيروا وزادت مع تغيّرهم مساحة الحرية للمرأة في إداة شؤونها بطريقة توافق ما جاءت به الشريعة كما أنّ الأنظمة في بلادنا في طور التغيير من أجل مصلحة النساء .. أخيرًا .. المرأة اليوم ليست كالمرأة أمس فالنساء اليوم أصبحن أكثر وعياً بحقوقهن وأعلم بظروفهنّ وأقدر على استخراج ما لهنّ ..
وكان لكِ بعدما وضعتِ ما وضعتِ أن تتقرّيْ بإمعان في هذا القول الذي أحضرتيه : من ناحيته اعتبر الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة الدكتور الشيخ عبد الله المصلح إن هذه الحملة جاءت في وقتها المناسب، وقال "أشكر من قام بها بصرف النظر عن الأسماء".
سيدتي
شكرًا لكِ على هذا الموضوع الذي ما طرحتِهِ هنا إلا رغبة في إشراكنا الحديث معكِ ونحن فعلنا ما وعينا فإن أغضبناكِ فمنكِ السماح وإن أسعدناكِ - وهو ما نرجو - فلنا ولكِ دوام السعادة