كيبوردية [ تسوقية ]
دخلتُ قبل ثلاث ليالٍ تقريباً على صديقي [ فلان ] الأكاديمي / المثقف ... في [ الاستراحة ] و هي مكانٌ لتجمع مجموعة من الشباب السعودي .... فيها ما لذ من [ الحكي ] و ما طاب من [ الشاي ] ...
كان متجهماً سرحان يفكر في هم الدنيا و آخرتها - هكذا ظننته - سألته عن حاله و أحواله ... أجاب و نفسه لا تطيقه

:
بخير ...
أردفته بسؤالٍ خاطف : ما بك ؟
قال : أجمع شتات أفكاري ...
قلت : وما فرَّقها ؟
قال : ما رأيته في السوق مساء البارحة ..
قلت : و ما رأيت ؟
قال : رأيت رجالاً أشباه الرجال ...
قلت : ما أكثرهم ... هم في كل مكان من الأرض ...
قال : لا ... رأيت رجالاً خرموا المروءة بتصرفاتهم و قطعوا الرجولة الحقة بفعالهم ...
قلت : و ما أكثرهم أيضاً ..
قال : لا ... رأيت ما لا يمكن أن يراه أبي و أباك في زمنهم ...
قلت ضاحكاً : وماذا رأى أبي و أباك في زمنهم أصلاً

؟
قال منفعلاً / منفجراً : رأيت الرجل و على مرأى الناس و بلا حياء و بلا ذرة احتشام و لا مراعاةٍ للذوق العام يمسك بيد زوجته و يمشي بها في الأسواق ...
قلت له : و ما المشكلة في ذلك ؟
قال : هل يفعلها رجلٌ عاقلٌ أمام الناس ؟؟
قلت : و هل هي نَجَسٌ كي لا يمسها و يرتفع عنها ؟
قال : لا ... و لكن أين وقاره و احتشامها ؟ أين أدبه و احترامه ؟ أين حياؤه و حياؤها ؟ أين كل هذه و تلك ؟ أم أنها ذهبت مع جدي و جدك ؟
قلت : لا لكنها تغيرات الأعصر و طبائع أهلها ... تتغير تبعاً للأمكنة و الأزمنة ..
قال : هذه المصيبة أهون من صاحبتها ..
قلت : و ما صاحبتها ؟
قال : رجلٌ يضع يد زوجته تحت إبطه و يمشي بين الناس بكل وقاحة !! و يلاصق جسدها جسده !!
قلت : لعلهما عاشقَيْن .... و أراد بهذا أن يُعبر لها عن عظيم حبه باحتوائها ...
قال منزعجاً : و هكذا أمام الناس ؟؟؟ بلا حياء ؟؟
وطال أمد الحوار كثيراً ... بين عيبٍ و حرام و مروءة و شهامة ... بين ذوقٍ عام و سوء أدب .. بين إثارة الغريزة و تقليب الشهوات .... لم نبقِ في حوارنا شاردةً و لا واردةً إلا و جئناها ... و لأن صاحبي أكاديميٌ مثقفٌ حصيفٌ أريب ... قال مازحاً :
ما رأيك أن أصنع مما رأيت [ رواية ] تمشياً مع الموضة
قلت : وما ستسميها ؟
قال : [ يوميات متسوق ] .. أو .. [ ثلاثة أيام في السوق ] ...
قلت : ذكرتني بسوق الأسهم
لكن إن كنت تريد لها رواجاً فعنونها بغير هذا العنوان .. مثلاً [ جنس في السوق ] ... [ السوق و الغريزة ] ... [ إغواء و إغراء في السوق ] حتى تشتهر و تنتشر
ومع ذلك عَلِقَ في مخيلتي تساؤل :
هل كان صاحبي محقاً فيما يقول ؟