ماقصصته من جريدة وقتي

[حنان العصيمي]

مع المبدع خلف الحربي
ومقال أعجبني جداً ...


خلف الحربي - صحيفة عكاظ - بتاريخ 16/11/2009

تغطوا يا بنات .. جانا المخرج!


يا جماعة الخير أنا منكم وفيكم فلست مولودا في السويد ولم أقض سنوات الطفولة في مدرسة داخلية في سويسرا، ومنظر الغطاء الأسود الكامل للمرأة مع القفازات السوداء لا يثير استغرابي ولا يفزعني بل هو مشهد قد اعتدت عليه منذ الصغر، لذلك قبل أن تهجموا علي هجمة رجل واحد وتتهموني بالزندقة والدعوة إلى السفور وتشجيع التبرج والانحلال فانني استحلفكم بالله أن تتأملوا في الصورة المرافقة لخبر جريدة الرياض الذي نشر أمس والتي تظهر مذيعة في قناة فضائية إسلامية سعودية تحاور ضيفتين في الاستديو، والثلاث يرتدين الغطاء الأسود الكامل مع قفازات اليدين والجوارب السوداء.
ما هذا؟! .. ما الذي يجبر هؤلاء النسوة على الظهور في برنامج تلفزيوني فضائي إذا كن ينوين الظهور بهذه الصورة؟!، لماذا لا يظهرن في برنامج إذاعي إذا كن يجدن أن صوت المرأة ليس عورة؟!، وما هو أهم من ذلك كله: ألا يعتبر هذا البرنامج الذي يبث على الهواء مباشرة شكلا مبتكرا للمزايدة على الدين؟!.
قد يكون من حق المرأة أن تدافع عما تراه لباسا شرعيا كاملا إذا كانت ستعمل طبيبة أو معلمة ولكنها هنا تعمل مذيعة تلفزيونية أي أنها خرجت من بيتها لتبدأ عملها بعبارة: (أعزائي المشاهدين) ما يعني أنها تتقاضى راتبها كي يراها الناس، أما في حالة هذه المذيعة المكللة بالسواد
فإن الواجب يقتضي بأن تبدأ عملها بعبارة: (أعزائي اللي ماتشوفون شيء)!.
أرجوكم لا تقولوا: لماذا لا نستغرب وجود مذيعة ترتدي ملابس فوق الركبة بينما نرفض وجود هذه المذيعة المغطاة بالكامل؟، فالمسألة هنا كما يقول الفيلسوف أبو بكر سالم: (لا أفتش مغطى ولا أغطي على مفتوش)!، والحياة خيارات.. ومن تختار هذا اللباس الأسود (فائق الاحتشام) ليس مكانها استديو قناة فضائية!.
وبما أنني أفترض النية الحسنة لدى القناة الفضائية التي أنتجت هذا البرنامج العجيب فإنني أناشد القائمين عليها إيقافه فورا لأنه سوف يتسبب في إساءة بالغة للإسلام بل سوف يتحول إلى أضحوكة عالمية أكبر بكثير من أضحوكة قتل ميكي ماوس!، صحيح أن الكلفة الإنتاجية لهذا البرنامج أقل من كلفة أي برنامج نسائي آخر (بسبب توفير تكاليف المكياج!) ولكن إذا كانوا مضطرين لعرض برنامج نسائي بهذه الصورة (أين الصورة؟!) فإنني أنصحهم بالاكتفاء بصوت المذيعات وعرض مشاهد لحمام يطير في السماء أو مناظر طبيعية لشلالات وورود وفراشات!.
يا لغرابتنا... فقبل سنين بعيدة كنا نضحك بعمق على قصص الجدات اللواتي يغطين وجوههن حين يظهر المذيع في شاشة التلفزيون، واليوم في عصر العولمة والفضاء المفتوح تطورنا كثيرا بحيث أصبح المشاهد منا يتنحنح لحظة تشغيل التلفزيون ثم يقول بصوت خشن: (دستور .. يا أهل القناة الفضائية)!.





شكراً لك أستاذ عبدالعزيز الرشيد ...