ثلاثة اطفال قتلى - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 515 - )           »          رَذَاذٌ عَاقْ ! (الكاتـب : زهرة زهير - مشاركات : 77 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 791 - )           »          البحيرة والنورس (الكاتـب : حمد الدوسري - مشاركات : 3516 - )           »          تعجبني ! (الكاتـب : حمد الدوسري - مشاركات : 7 - )           »          مجنون قريتنا .. (الكاتـب : عبدالعزيز المخلّفي - آخر مشاركة : قايـد الحربي - مشاركات : 4 - )           »          خذتي من وصوف القمر (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : عبدالعزيز التويجري - مشاركات : 1 - )           »          العين (الكاتـب : عبدالإله المالك - آخر مشاركة : عبدالعزيز التويجري - مشاركات : 16 - )           »          في المقهى .. ؟ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 4462 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7438 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-30-2010, 04:48 PM   #1
أحمد الملاح
Banned

الصورة الرمزية أحمد الملاح

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

أحمد الملاح غير متواجد حاليا

افتراضي ثلاثة اطفال قتلى


تفاجئنا اليوتيوبات والايميلات احيانا باشياء لانجد الوقت الكافي للتفكر فيها او لايجاد رابط فيما بينها ربما بسبب زخم تدفق المعلومة والخبر
او لانعدام الاهتمام بها او لعدم وجود رابط موضوعي فيما بينها مما يجعلنا بحاجه ماسة الى التوقف هنا او هناك واستعادة الشريط محاولين ربط
هذا الجزء بذاك املا في الوصول الى تحليل يقولب لنا بعض الامور المتشتته .
ولان الانسان هو مقياس كل شيء فلسفيا ولانه قيمه عليا كما ينص على ذلك ميثاق حقوق الانسان اجد من حقنا / واجبنا التوقف امام ما يخص
الانسان كانسان اولا وكفكرة قابله للتحليل ثانيا باعتبار ان بعض الرؤى قد لاتكون بالضرورة شامله لاي موضوع مهما كانت الدقه التي تتناول هذه
الزاويه او تلك من الموضوع حيث ان الدراسات المقارنه قليلة ان لم نقل شحيحه في واقعنا الادبي العربي وهي ان وجدت لا تقوم على منهجيه علميه
وانما على واقع اجتهادي انتقائي لذا نجد مثل هذه المحاولات اشبه بالشذرات في بحر عرم .
اعود الى اليوتيوبات ومحاولة ربطها ومقارنتها ببعض للوصول الى فكرة معينه او خلاصة تساعد في ايجاد فهم مشترك للاشياء التي تبدو متباينه
فقد وقع بصري وضمن فترات متباعده نسبيا على عدة يوتيوبات تخص اطفالا مابين الخامسة والسابعه من العمر يقومون باعمال لايقوم بها الا من
تجاوزوا ثلاثة اضعاف عمرهم على الاقل ولانها اعمال مرتبطة (اصلا) بالمشاعر لذا فان ترك الاطفال يمارسونها او لنقل ان تركها تمارس الاطفال
هو اشبه بعملية اغتيال للطفولة التي هي جزء من الانسانيه وربما كانت الجزء الاكثر برائة وصدقا في انسانيتنا حتى انني اشعر مع تقدمي بالعمر
وابتعادي شيئا فشيئا عن الطفولها اني بدات في فقدان انسانيتي بشكل غير ملحوظ ودون شكوى او ضجيج .
ومن هذه المشاهد وقع بصري على ثلاثة مشاهد آلمتني حقيقة . ً

1-المشهد الاول لطفل صغير يعزف البيانو على طريقة ياني وهو يهز شعره الاشعر الطويل بنفس طريقة ياني الرائعه عندما يتحول ما بين الصول
والدو لاسي دون ان يذكرنا بابتسامه ياني المتلفزة التي اطلقها لاول مرة في احد عروضه باستراليا ولا يكتمل المشهد الا بانحنائة مسرعه من انحنائات
ياني التي يرفع بعدها ذراعيه عاليا ليحيي الجالسين في المقصورة العاليا .
2-المشهد الثاني لطفل عربي يرتقي احد المنابر وهو يقرا القرآن الكريم وفجاة يدركه الخشوع وتدرك قلبه الرقه فيبكي ويبكي من حوله من خشية الله
3-المشهد الثالث لطفل من امريكا اللاتينية يجيد استخدام الاسلحه بشكل بطولي رغم ان وزن السلاح قد يتجاوز وزنه وطوله لا يصل الى نصفه

هؤلاء الاطفال الثلاثه كانوا ضحايا لثلاثه جرائم تمثل واقع مجتمعاتهم وهم لايختلفون عن الاطفال المصريين الذين تركوا الدراسة بسبب رغبة ذويهم
في العمل سواقا لعربات الكاررو التي يجرها او يقودها الاطفال هناك , كما انهم لايختلفون عن اطفال الزنوج في مانهاتن الذين يبيعون الماريجوانا
وغيرها في الاحياء التي تملكها عصابات المخدرات وهم لايختلفون عن الاطفال الهنود الذين يتاجر بهم ذويهم ويبيعوهم لفرق الغجر , الاختلاف فقط
هو في نظرتنا نحن الى المهنه التي تعاطوا معها فالصبي الذي يجر عربة الكاررو فرح جدا بتركه لقرف الدراسه ورضا والديه عنه وهو يتحصل على
بضعة قروش يقهر بها معهم شظف العيش ويبعد انياب الفقر عنهم ولو مؤقتا وليس اقل سعادة منه تاجر المخدرات الصغير الزنجي ولا حتى راقص
السيرك او الغجري الهندي ان كون هؤلاء سعداء لا ينفي عن اهلهم جريمه اغتصاب طفولتهم
اعود للمشاهد الثلاث حيث الاطفال المدللين لايشعرون ان اهلهم قد ارتكبوا بحقهم جريمه لاتقل خطرا عن جرائم الاطفال الفقراء ففي حالة الصبي الاول
تحولت هوايته الموسيقيه وعشقه الطفولي لها الى هوس لدى والديه بان يكون صغيرهم هو ياني او التون جون المستقبل فقاما بادخاله الى الحاضنه
التي تحول طفلا صغيرا لم يبلغ السادسة الى رجل تجاوز الخمسين من العمر دون المرور بكل المحطات التي توقف لديها ياني او التون , لقد حقناه
بهورمونات للنمو تجعل الصوص ذو الاسابيع الثلاثه فروجا مكتنز اللحم والشحم فسحبا منه برائته وطفولته والطابه التي يلعب بها وحولاه الى دمية
جميله تجيد تقليد ياني وتسريحته الصفراء وابتسامته التي لاتقل صفارا كما انهما لم ينسيا ان يعلماه تحية من في المقصورة لان ياني يعزف احيانا
في ملاعب الكرة لاستيعاب اكبر قدر من الجماهير الزاحفه لرؤيته والتبرك بشدو الحانه .
ونفس الشيء حدث للطفل الثاني ذو الصوت الجميل الذي بدا بقراءة القران مقلدا اصوات لمشايخ مشهورين وعندما رآهم يبكون اثناء القراءة ضن ان
ذلك جزء من التلاوة حتى انه ياتي بالسكته والبكيه في مواضع شيخه لايترك منها شيئا يساعده في ذلك اعتزاز والديه ببكائه لا بتلاوته بعد ان كانا
يوهمانه ان الهه اله عديم المشاعر الا من الغضب وان بكائه قد يخفف غضب هذا الاله وهكذا ادخلاه في نفس الماكنه لينتجا مسخا جديدا كالذي تخيله
فرانز كافكا في روايته الشهيرة لن يلبث ان يتحول الى معتوه او ابله كما تخيله ديستوفسكي دون ان يعلم انه ضحيه لمن اراداه ان يكون هكذا .
الضحية الثالثة هو المجرم اللاتيني او المجرم المستقبلي حيث غرس فيه والداه قيم الرجوله دو ان يغرسا فيه قيم الطفوله فادخلاه في نفس الماكنه
لم يعلماه ان الحاضر غرس الامس وان المستقبل غرس اليوم وان الرجوله والبطوله لاتكتسب بوصفه سحريه او بصفقه واحده وان ليس هناك بلسم
سحري يشفي المرض بلمح البصر كما في قصص الغيلان والعفاريت بل لابد للعلاج ان ياخذ دورته الطبيعيه , وكذلك السماد ولابد ان يكون مما يحتاجه
النبات حقيقه لينمو لا مما يقسر النبته على الاستطاله بشكل جيني دون ان يكون للناتج طعم او نفع .

ان الفكرة في كون هؤلاء ضحايا ليس في انهم فقدوا مستقبلهم لان هذا ليس مقياسا بل الفكرة في الطريقه التي تم بها التعامل مع طفولتهم من قبل
ذويهم اولا او من المجتمع ثانيا , ان زواج القاصر يعد في بعض المجتمعات اغتصابا رغم انها قد تجد في هذا الزواج سعادتها المستقبليه فالامر
ليس بالنتيجه لاننا لايجب ان نلعب النرد فما ادرانا بالنتيجه كما ان اجبار الاطفال عن طريق تشجيعهم للقيام بعمل الكبار هو اغتصاب حقيقي
لطفولتهم وبرائتهم لا يقل عن اغتصاب طفولة بنت في السادسه كما يفعل بعض البولينيزيين حيث ادنى سن للزواج في بعض الجزر هو سته !!!
ان ياني عندما يهز راسه مترنما يكون قد مر بكل الادوار التي اهلته للترنم بما يعزف وهذا لانجده لدى العازف الصغير بالضرورة فهو مجرد مقلد لا
اكثر كما ان شيخا معينا حين يبكي من خشيه الله يكون قد قرا من اهوال الاخرة والقبر اضعاف ما يستذكره من ذنوبه وغفلته ما لم يمر به القاريء
الطفل فعلام بكائه وهو الطفل ان لم يكن اصطناعا او تقليدا لارضاء شهوة الكبار في ابكاء الصغار وكذلك الحال للمقاتل الصغير الذي يريد ان يقتل
او يموت في قضيه لم يفهمها من هم اكبر منه فكيف به في طفولته البكماء .
دعونا نترك الطفل الذي بداخل كل منا ينمو نموا حقيقيا لكي يصبح انسانا حقيقيا لا انسانا مسخا من انتاج الماكنه .

 

أحمد الملاح غير متصل  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:21 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.