هل الحلم بلقائك في العيد إلا طارق إحساسي هذه الأيام؟؟ إنه الوارد ولا خاطر يزاحمه، وجار العبرة ولا فكرة تلاصقها، وملاك يصطفي من حشاي أعز ما داريت، وأندر ما واريت..لا تقولي: إنني من العيد وشغله خلاء! لقد عشت العيد من قرع أول ذكره المسامع، وعشته لكن بطعمك، ولونك، وريحك..عشته في باكورة صبحه، وصبح تكبيره ووالله لم ألتفت إلا وأنت شمسه ، وظله، وبره، وبحره. وانتأيت مكانا قصيا قبيل إيذان القدر بكتابتك، لا لشيء سوى احتمال حصول مفتاح الكتابة في شق خنصري لأعرف كيف أقول لقرائي : إنك العيد وسمره وقمره!!
ولا أخفيك أنني بكيت يوم فرحة الناس ، وتلك منغصة من منغصات الحب حينما يكذّب في خاطري جميع أعذار القدر، ويمحو خطوط الخيال التي طالما سريتُ عبرها إليك زاعما أنها فوق طاقات الحس، ودون هلاميات الغيب ..فالعيد وحده عمل على تحطيم تماثيل الخيال لأن العيد من حولي كاد يزكم أنفي من رائحة العطور المنبعثة بين حقائق الأحباب والمفتقدة بيني وبينك. ووالله لولا قداسة القلم، ورعي عهده، وذمته لوضعته جانبا حتى يأذن العطر بيننا بلقاء يُري الأحبة، وأهل الهوى ماذا تعمل الأكباد المحرومة من الماء لو جمع النيل أو الفرات بينها.
لك العيد ولو تعذر مجيئه عبر نداءاتنا يا حبيبتي..لك العيد وكل عام وأنت كل أعيادي.