لك الحق أن تشعرينني بدفء تلك الصلة الجامعة بين نثري، ونثار وصفك الزاكي المبثوث في سمع الليل سلاسل الذهب على جيد حرفي المكتوب لقراءة عينيك، وتملي خاطرك.
وإني لأعجب من ساعة كهذه الساعة تؤاخين فيها نسائم الليل الوادعة لشرح قضية التفنن في سبك حرفي، ووصف عينيك...وكأن القدر التفت الليلة التفاتة المعترف لإقرار مابين رسوم الأديب، وإرسال النظر من أديب لحرف أديب، تلك هي ميزة حرفي في كونه جمع كون القراء بأكمله ليلخصه في نظرتك، وألغى مطامع العيون الشرهة ليثبت من وراء ستر البوح تقرير نظرتك، وقد يأخذه الغرور لأنك أنت من قرأه، ثم يأخذه الاعتراف أنه ما ارتسم إلا لأن مثلك من سيقرؤه.
فلا تجعلينني أغبط نصوصي حسداً أن ناظريك تلقفاها بمثل هذه الوداعة من حرير الملمس، أو وفير سخاء المعاينة..جاءتك نصوصي قبل جود عنايتك بها محترسة ألا يفوتها نظرك، ومتأملة أن يحتضنها عالمك، فلما أناخت في فئ كرمك نالها اليوم مالا تناله الجوزاء من علو شأن، وبعد شأو، فبأي لسان ستقول لك:هاك مني أعطر الحرف، وأنداه، وأجمله!!!وهل لو تسنت لها نجواك بهمسة شكر سترضين ولو بأقل ما تحصل به كفاية الغني من فقيره؟ ومقدار ما يرضي الملك عن مملوكه..