رسالة إلى عائشة القذافي ..

[عفراء السويدي]

لاأدري ياعائشة ولكني إمتنعتُ عن الكتابة حين رأيتُ أبيك وهو يسجل مجده على دم الشهداء .. وبكافة الأسلحة .. حتى الطائرات الحربية .. فهالني مارأيت .. وامتنعتُ عن الكتابة تضامناً مع ليبيا الثائرة ..التي كشفت عن وجهها الحقيقي .. فتراءى لي عمر المختار وهو يستنهض أحفاده ..
ليبيا التي استعادت أنفاسها بعد أن غُيبت أكثر من أربعين عاماً خلف خيمة ملك ملوك أفريقيا وثيابه المزركشه وخروجه عن المألوف وبحدّة .. صدقيني أحاول أن أختار ألفاظي بعناية ..
لم تعنيني يوماً ليبيا .. فشعبها إختصره الزعيم في شخصه وأولاده وأنتِ إبنته الحبيبة ..
فحراسته النسائيه كل أسمائهن عائشه .. عائشة 1 و 2 و3 .. وهلّم جرّاً ..
لم أكن قد عرفتكِ من قبل .. ولكن بعد الثورة عرفتُ إنكِ محامية .. وسفيرة للنوايا الحسنة ..
محامية تتعالى عن الحق وتتجاهل مايحدث .. لتطلّ على شاشات التلفاز بإبتسامة متألقة .. ومعطف من الفرو .. ومكياجها المعتاد .. لتُبلغ محبيها .. إنها صامدة بكامل أناقتها في البيت أو في المعسكر الذي بدأت تهتز أركانه .. ولكن أصحاب البيت لايشعرون ..
ياالله ياعائشة كيف أصبحت سرّ أبيك كإخوتك .. تماماً .. وربما أكثر ..
بينما نحن نبكي على حال إخواننا في ليبيا .. تضحكين أنتِ ..!
لاأدري .. هل ترين مالانراه .. نحن التي تظللنا القنوات على حدّ قولك..
هنيئاً لكِ ياعائشة .. فالخطب جلل .. ولكنكِ لاتحسين .. وربما لاتهتمين إلا بوالدك الذي ضاقت به المسميات .. فكان إن إختار أن يكون هو التاريخ .. وأي تاريخ ..!
تاريخ طاش فكره وتداخلت أوراقه .. وبدا خطابه الآخير على رأي إحدى الصحف الأجنبية .. هذياناً ..
ولكني معجبة بهدوئك .. وكأن مايحدث خارج عالمك ..
يبدو إنكِ أقوى أعصاباً من كل عائلتك .. وكل نساء ليبيا .. ولن أقول بلدك ..
فقد تبرأت منكِ ليبيا .. التي تبكي دماً على شهدائها الأتقياء .. الذين تعلو البسمة محيّا بعضهم ..
والضحكة ملامح بعضهم الأخر .. ولكنها ليست كبسمتك أو ضحكتكَ التي رسمتيها بعناية تُحسدين عليها ..
ياعائشة ..
هي إرادة الشعوب التي لم تصلوا لفهمهما ..
مع إن مشاهدها كانت أمامكم في تونس ومصر ..
ولكن أخذتكم العزة بالإثم .. واستمرأتم الظلم .. والنظرة إلى الشعب كجرذان وجراثيم لابد من التخلص منها بكل وسيلة .. ليكون لكم البقاء في إمبراطورية ولو كنتوا أنتوا كل من فيها ومافيها ..!
بودي أن أشكرك على إنكِ استفزيتني للكتابة .. ولكني لاأستطيع وأنا أشهد محاولة إبادة شعب لأجل أن تبقى لوالدك وأنتِ وأخوتكِ الكلمة العليا ..!
يبدو إن الدماء النازفة خارج أسوار العزيزية .. ليست جريمة في عرفك .. أو في كتب القانون التي درستيها .. أو في الشهادة التي تحملينها ..
ربما هي ليست كذلك في الكتاب الأخضر ..
الذي يمنح الشعب سلطة الكلمات ..
ويحتفظ هو بكل مراكز السلطة والنفوذ والأعمال .. وقبلها خيرات ليبيا .. كلها ..
تردد منذ قليل إن والدك الذي نأى بنفسه أن يكون رئيس هو مجرد زعيم لايملك شروى نقير إنه من أغنى الرؤساء العرب حيث تبلغ ثروته 130 مليار دولار ..
سيدتي ..
أعجبني معطفك فله لون الحداد .. ونعومة الخبث .. وإنسياب المال ..!

اللهم أنصر إخواننا في ليبيا .. إنكَ على كل شيء قدير ..