بيت المرأة الثاني ..!!

[بدرية البليطيح]

هل وجدت المرأة العربية والخليجية بالذات أخيراً (الاحتواء) الكامل والرعاية بالمواقع والمنتديات النسائية وغير النسائية؟ قبل الإجابة على ذلك ما علينا سوى التجول بأركان تلك المنتديات لنجد أنها عبارة عن بيت كامل متكامل لكل امرأة، فهي عندما تكتب خاطرة ستتلقفها الأعين والأقلام ثناء وتشجيعاً أو نقداً وتوجيهاً.
وعندما تبحث عن فستان يليق بها، ستجد أخوات يشاركنها الاختيار والتصميم وما إلى ذلك، لتكون كما يقال نجمة الحفل.. وعندما يصعب عليها رسم مكياجها ستجد الطريقة بالصوت والصورة بل وكافة التصميمات الحديثة لمكياج العيون والشفاه وغيرها.
وعندما تبحث عن طبخة مميزة ستجد من يقدم لها مائة طريقة من ألف لتختار.. بل وعندما تتقنها سيحتويها المنتدى فيفرد لها الصفحات لتنشر صور أطباقها المتنوعة. ولو كان عبارة عن طبق من الأرز عليه شرائح الخيار والطماطم.
وعندما تشعر بالضيق ممن حولها ما عليها سوى الاتجاه للركن الأسري لتبوح له بكل شفافية بما ينغص عليها عيشها بالبيت أو خارجه من زوجها أو أهله ستجد المعين والسند من الخبيرات بل من يرسمن لها الخطة بدقة من طقطق لسلام عليكم.
وهناك سنجد من نشرت عطورها وصور بيتها وإبداعها مما يدعو للتعجب من القفزة المهولة للمرأة وحصدها للنجاحات على أكتاف أسماء مستعارة فتصمم وترسم وتتقن وتتفنن بكل مجال بل وتشارك الجميع بصدر رحب بالرأي والفكرة وإن لم يخل الأمر من تفاهات التافهات اللواتي يقحمن أنفسهن بلا هدف كل ذلك بغياب دور الأسرة التشجيعي وعوامل التعرية والتكبيل التي تحيط بها.. وبتلك الفترة كما استهلكت من الوقت وعلى حساب من..!! فهل سنقول للرجل المهمل لبيته تستحق هذا التجاهل منها وهروبها لبيتها الثاني؟
بيتها الثاني ولا تستغربوا فللكثيرات بيوت غير بيوتهن عبر النت تجد من تفضفض لها أو لهم ومن تشاركهم عذب الحديث والمشورة ولساعات طويلة لها بداية بلا نهاية.
بل إن البعض قد افتتنت بتلك التقنية فيكون جهازها يعمل طيلة النهار ولا تستغني عنه سوى لساعات قليلة تقضيها بالنوم.. بعيداً عن انتقادات الأهل أو تجاهلهم.. بعيداً عن الروابط والواجبات العائلية والزيارات والخروج المتكرر.
صديقات من شتى البلدان والأقطار وجيران من أقصى بقاع الأرض تقطع معهم نياط الوقت والوحدة أوقات قاتلة تعاني بها من الفراغ النفسي والعاطفي.
وعندما لا تنوي أيها الرجل اصحطاب زوجتك رفيقة دربك برحلة هذا الصيف تفسد عليك خطة سيرك الميمون فلا تقلق لأنها ستجد من يتجول بها عبر البلدان بالصوت والصورة وعبر الشبكة.
وهي تقول منة الله ولا منة خلقه وأولاد الحلال كثير خصوصاً إذا كان النفع لغير الأهل فهم لا يقصرون ولو كان بحسن النية وأخذ الاحتياطات المناسبة... خلاصة القول أيها الرجل أيتها المرأة فليشبع أحدكما الآخر نفسياً وعاطفياً قبل العلوق بالشبكة فالخلاص منها صعب وأحياناً مستحيل. وليكن دورها مقتصراً على اكتساب المهارات والعلوم وبعض التسلية للكبار والصغار وليس لاحتضان القلوب الجافة وتلطيف أجوائها وسط حرارة الصحراء القاحلة على أيدي قناصة مهرة
بدرية البليطيح