ضـــوء
ضاقت عيون الحس ،
واسترخت مواجعه
وشاطىء جفنه الأرقُ
سكرت ؛ فمال الطرف
وانزوت الرؤى ؛
ورست به من حزنها حرق
وغفت ؛
فأيقظها ،
وعكَّر صفوها ـ وانساب فى أنحائها ـ القلق .
وتراقصت أردافه
والعين شاخصة له
والقلب ينفلق
وصحا الخيال وهاج منظره
وساح على مواسم جدبه العرق
وعدا يسابق خطوه
ـ ويثور فى غلوائه ـ
يجتاحه ألق
ترتج بين شفاهه أنفاسه ،
ويدور فوق جبينه شفق
غمرت شواطئه ـ من الدَّمِ ـ
والكئوس المترعات فؤادها نزق
تنزو ، فتسكب دمعها ،
وتخيط ثوبا للدموع ،
جديده خلق
لكن تظل خيوطه
تفرى جوانح نبضه
ما ردها ملق
وقلوبها غلف تمزق خده
فى ضحوة بالإفك تعتلق
تغزو حماه ولم يزل مترنحاً
وجراحه من حوله حلق
وانفض سامرها
فلا الأحشاء تسترها
ولا الأبواب تنغلق
فتفور تلفظ ما بها ،
وأنينها يعلو صداه
تشقه طرق
ويثور يكسر قيده
والكف تحمل ضوءها
والعقل ينطلق ...
|