صوت الأنثى .. وروح الخليج .. وشموخ الشعر .. ورقي الإنسانة ..
( لم أعُدْ قادرةً على الحُبِّ... ولا على الكراهيَهْ
ولا على الصَمْتِ, ولا على الصُرَاخْ
ولا على النِسْيان, ولا على التَذَكُّرْ
لم أعُدْ قادرةً على مُمَارسة أُنوثتي...
فأشواقي ذهبتْ في إجازةٍ طويلَهْ
وقلبي... عُلْبَةُ سردينٍ
انتهت مُدَّةُ استعمالها... )
بين ظلال التيه .. يبدو إننا غادرنا الحب ولم نصل بوابة الكراهية ..
صادقنا الصمت .. وإختنق الصوت .. وأصبحت كل الكلمات باهتة ..
توارت الأنثى .. وهاجرت الأشواق .. وأنطفأ قلب ..
وغلّقت الأبواب ..!
( ماذا أفعلُ في مقاهي العالم وحدي?
أمْضَغُ جريدتي?
أمْضَغُ فجيعتي?
أمْضَعُ خيطانَ ذاكرتي?
ماذا أفعل بالفناجينِ التي تأتي... وتَروُحْ?
وبالحُزْنِ الذي يأتي... ولا يروُحْ?
وبالضَجَرِ الذي يطلعُ كلّ رُبْعِ ساعهْ
حيناً من ميناءِ ساعتي
وحيناً من دفترِ عناويني
وحيناً من حقيبةِ يدي...? )
بين إرتباكة النبض .. وضجر الوقت .. وعيون الحيرة .. يتناسل الحزن .. فجيعة بلون الحداد .. في فناجين قهوة .. دون قطع سكّر .. وحديث يبحث عن بقيته !
( يا أيها الصديق الذي أحتاجُ الى ذراعَيْهِ في وقت ضَعْفي
وإلى ثباته في وقت انهياري
كل ما حولي عروضُ مسرحيَّهْ
والأبطالُ الذين طالما صفَّقتُ لهم
لم يكونوا أكثر من ظاهرةٍ صَوْتيَّهْ...
ونُمُورٍ من وَرَقْ... )
حين نصل الختام ..
ويسدل الستار ..
وتتساقط أسماء ..
ويموت أبطال الورق في عين الحقيقة ..
أحتاجك أكثر .. !
هذه مقتطفات من قصيدة الرائعة سعاد الصباح بعنوان تحت المطر الرمادي ..!
لماذا أكتب عن سعاد اليوم ؟!
صدفة .. كصدفة لقائي بها ذات يوم في مدينة ما .. في صيف ما .. في زمن ليس ببعيد ..
كانت جالسة في ركن ما .. بملامح متعبة ..
تقدمتُ منها وأبقيتُ بعض المسافة ..
بادرتُ بالسلام ثم أردفت وجهكِ ليس غريباً ..
قامت واقفة كنخلة باسقة وقالت ..
سعاد الصباح .. بمنتهى التواضع ..
قلتُ لها أنا إحدى قارئاتك .. التي شكلتي ثقافتهن .. وكان بودي أن أكمل ومصدر إلهامهن ..
سألتني : من أين .. فأجبتها ..
قالت مرحبا بك وبكل أهل الإمارات ..
كانت إنسانة بمعنى الكلمة .. أنعشت روحي كرذاذ المطر ..
أحيانا الصدف تكن غنيّة بجميل الأثر ..
ذكرتُ لقائي بها وأنا ألتقيها في فضاء النت صدفة وأنا أبحث عن شيء آخر ..
أكتب عنها الآن لأني لمستُ من لحظات تواصلي معا إنها الإنسانة الأكمل ..
ليتنا نكن مؤثرين بطريقة إيجابية في الآخرين بخلق التواضع ..
فمن تواضع لله رفعه ..
من هنا إلى حيث أنتِ سعاد الصباح .. تحية إجلال لشخصك الكريم ..