صبح يوم أسود!

[جمال الشقصي]

:

كنت قد نوهت على أن هذا المتصفح قد اقتبس مسماه من نص عظيم للعظيم (أحمد الشحي) العماني، وذلك قبل أن يُسقط (خلل السيرفر) ما أسقطه يومها من ردود ونصوص.

حيث أشرت إلى أن مكان الشاعر متاح في كل الأمكنة، في الضياق والبراح والأرض والسماء، له حق انتقاء واختيار الكرسي والمقعد الذي أراد ومتى ما شاء، مادامت وسائل العصر الحديث قد أوصلت الكائنات إلى نقاط وجودية لم يكن يتخيلها المنطق يوماً أو العقل.
ولكن لابد من إدراك الفرق بين المكان والمكانة كما أشار لها (فهد عافت) في ليلة فكر وحوار حضاري منذ عام ونيف. فالمكانة لا يمت أمرها للمنة أو المنحة أو الصدقة بشيء، وليست المكانة عطية تعطى لأي كان، فهي قيمة مكتسبة مرهون أمرها للصراع والمعترك والكفاح والطموح والتجريب الجاد وكلل الاكتشاف.
علينا أن نوجد لأنفسنا مكانتها اللائقة، وفي الشعر على وجه التحديد، ذلك أن مكانتنا الأنسب لن تذهب بأسمائنا خارج نطاق الشعر نفسه، ولا يجب أن نكتسبها إلا من منظومته المتجانسة المتناغمة، ولكي نختصر المراد من هذا القول ما علينا سوى ترديد هذا النص القديم القديم القديم والتمعن فيه ببصائرنا النافذة على الواقع والحاضر الحالي:

أنا يا صاحِبي شاعر.. برَغم أنفْ الحكي والقاف
أموت بْساع لا صار البقا في يوم للأجْوَد

خَذيت السالِفه لاهي.. وصرت أشْطَر مِنَ العرَّاف
وانا من سيرَة الشاعِر.. على بُعْد السّما وابْعَد

أسولف بالوداع.. أحلى سواليفي مع الأصْداف
سُوالِف فارس ٍ مهزوم يـشحَذ سيفه المُجْهَد

سُوالِف هامِةٍ ياما.. بكـتْ في قبضة السّيّاف
سوالـف شعرِةٍ بيضا.. لفتني صبْح يوم أسود

سوالف زهرةٍ قالت: ترى كِثر الكلام إسراف
وانا من يومَها بالصمت.. عِشْت أيامي الأسْعَد

أجي والصبْح يفضحني.. قضيت الموعد اللي طاف..
وانام.. ولا ضُوَاني الليل يضوِيني على موعد

أنا يا صاحبي شاعر.. ولكن خارج الأعراف
على صدر الشعِر.. ما لي مع أرباب الشعِر مقعد

أعيش بْعالمٍ عاقر وأرحام السنين عجاف
واموت بْساع لا صار البقا في يوم.. للأجود

:
:

قصيدة (شاعر) لصاحب المكانة الشعرية/ أحمد الشحي