من عُمان إلى عمّان

[هلال الشيادي]

ألقيت هذه القصيدة في احتفال السفارة الأردنية بمناسبة عيد الاستقلال الأردني ال66



من عُمان إلى عمّان

عَمّان جئتك من فؤاد عُمانِ
أهدي جِنانك أغنيات جَناني

حتى أريق على ربى الأردنّ من
حبر المحبة من يراع بياني

تتسابق الخطوات نحوك لهفة
يا قبلة الملهوف والولهان

ألقيت فيك القلب ثم تطايرت
منه الحروف تشع كل مكان

فتراقصت مسرورة في صفحتي
وتشابكت في (دبكة) الألحان

الود منطلق قوافل سقتها
نحو النشامى الصيد من إخواني

حمّلتها ملح الإخاء إليكمُ
ليصير سكر ألفـــــــــة وتفانِ

فكأنني سطرَ وأنت يراعة
سطرت علي الحب ثم تلاني

عمّان أرواح العروبة تنتشي
في راحتيك جمعت كل زمان

هيا انثريها كي تفيق عوالم
من هجعة الأزمات والأزمان

فلتنطق البتراء ملء جمالها
بل ملء هيبتها على الأكوان

بلسان تاريخ ذوت قسماته
بين الشموخ وعزمة الإنسان

فلها بها التاريخ يسرد قصة
أن العلا ينثال من عمّان

أقبلت من نزوى لأهدي بوحها
جرشا ففاض الكون بالإيمان

ومررت سِيف صحار أحمل رملها
كي يزدهي ذهبا بأرض معان

وعلى جبال الصلت صحت على الدنا
فارتد صوتي في ربى سمحان

ومن ازرقاق البحر جئت بمسقط
أكسو ربى عمّان حلو معان

ومن السويق حقولِ بذرة مهجتي
أقبلت للزرقاء وردا قاني

وأتت سمائل شعرها ونخيلها
لتعانق الإربد بالأحضان

أنا ها هنا أمتد عشقا مُشْرعا
في بحر أردنِّ الرحيب الحاني

وهناك طرت بغصن زيتون الهوى
ورميت في جوديها أشجاني

عانقت عمّان الهوى فنسيتني
أأنا عُمانيْ أم أنا عمّاني

وهناك حيث البحر مات فإنه
بجماله الخلاب قد أحياني

وغسلت في طبرية كل المنى
فكأنما حققت كل أماني

قابوس ، عبدالله ، إن تتعانقا
تتعانق التيجان بالتيجان

لتلوح في كل الزوايا هيبة
وجلالة وحمائم وأغان

لم أدر أي العشق مقترف هنا
فلقد ملأت الأرض بالألوان

أأهو الهوى أم نسمة شامية
من جنة الأردن هز كياني

مهلا هنا الأردن أورق غصنها
بسنائها الموجود في وجداني

حتى كأني والقوافي ترتمي
في حبها أمتد كالأغصان

هلال الشيادي