ليلا وحينما أضع رأسي على وسادتي فلا أسمع صوتا غير صوت بيتنا الأزليّ
صوت من هم فيه لازالوا وصوت من رحلوا .
أسمع صوت أمي القديم وصوتها الآن وقارن بينهما !
أسمع صوت أحمد وهو طفل وصوته الآن وهو الفتى العشرينيّ الذي جعلنا ننتظر باكورة انتاجه الأدبي وأول طبعة هدية لي فأنا أمّه الأخوية إن صح التعبير
أسمع صوت أخي الأكبر والذي أتذكره فتى جامعي يعجبني وهو آتٍ من جامعة الملك سعود ومعه كتبه ومراجعه ولازلت أتذكرها حتى الآن وأسمعه الآن الرجل الأب الكبير .
وثم أسمع صوت خالد وحمد وهما في السطح ، فخالد كان يكتب مسرحية اسمها "ليزا" وثم يمثلانها صوتا فقط ويسجلانها ، وأسمعهما الآن وكيف لحمد صار مسؤولا عن حياة أخرى، وخالد كيف باع حياته واشترانا .
أسمع صوت ابراهيم ابن عمي الذي ربيت معه وكان أخًا لي ، أسمعه وهو جالس معي يحدثي عن المستقبل والحياة وشيئا من الخرافات ، وسرعان مأتذكر كيف أن السنوات غيرتنا كثيرا .
وأسمع اصوات أخواتي وكيف كان البيت يضج بهن وفجأة ذهبن ! وأسمع صوت رنا القديم وهي لاتكف عن البكاء الطويل والآن وهي بعقل طفلة لم تتغير كثيرا غير أن بكاؤها قلّ .
وبين كل هذه الأصوات المذكورة وغير المذكورة لا أسمع صوت أحدهم ! هو قديم جدا وكبير جدا لذا يصعب عليّ استرجاعه ففي استرجاعه وخز في الروح .
::