قرأت للتو لشاعرة جزائرية مقطوعة باذخة ، فأحببتُ أن أجاريها فقلت هذه الأبيات على منوالها :
كسرتُ أقداحي و كممتُ الكلامْ
ما بي جنونٌ يا صديقي أو هُيامْ
لا لا تلمني في صنيعي بعدما
ودعتُ عقلي ... و اعتزلتُ الإلتزامْ
لو مسَّ إبليسُ الغويُ أيدمها
لأظنه استهدي و عفَّ و لاستقام
لو كنتَ إحساسي لأضجرتَ الرُبى
عَرْفاً ... و أشغلتَ المهامهَ بالغمام
لو كنتَ وجداني لأشعلتَ الجوى
في كل داجٍ و اختفى منك الظلامْ
لو أنني أمسي و أضحي هائما
منه و أقضي فيه عمري لا أُلَاَمْ
دعني هنا اقضي ديونَ تذوقي
مدحاً... و أحني للتفاعيل القوامْ
حرفٌ من الكأس العتيقة بَزَّنِيِ
و فقدتُ إحساسي به خمسين عامْ
يا أيها الساقي جنونيَ لا تقف
بالراحِ و املأ دنَّ أذواقي مُدامْ
حتى تجاسدني الخطيئةُ و التُّقى
و أرى حلال الحب مِنْ سُكْرِي حرامْ
يا بنت "وهرانَ" الجميلةِ كرري
حتى أذوبَ مع الخيالات الكلامْ
و هذه قصيدتها أحب نقلها للتذوق:
ها عـــامُك الثَّانِي يَمُـــــــرُّ لثَالثٍ
ها عـــاشِرٌ يَرْبُو على الألفينِ عَامْ
لَمْ نَدْرِ مِنْها ما يَكُــــونُ لكَــــــائِنٍ
غَيْرَ التَّشَظِّي ، ذا بِنـَــاءٌ ، ذا رُكام
... لا مُسْتَجَدَّ فَمُنْذُ سَــــــوْأتِهِ التِي
بَـــانَتْ و كلٌّ في خَطِيئتِهِ يُــــلام
مــــازال يَسْفِكُ في الدِّمــاءِ قَبيلُهُ
و هبيلهُ مـــازال يُقْتَلُ في الكــرام
لا لَـــمْ يَتُبْ أَحَـــدٌ على إجْـــرامِهِ
و الأرضُ من بــــدءٍ تَدُورُ و لا تَنـَّـام
الشَّمسُ و القمَرُ النُّجومُ و مُسرِعٌ
هــــذا الزَّمَانُ ..فلا وراءَ سِوى أمام
لكـــــأنَّهُ سوقٌ يُشمِّـرُ أنفُســــــا
يُـــرْخي قُلـوبا و العُيونُ له ُ انفِصامْ
في كلِّ عمرٍ يَبتَـــغي عمـراً مضى
لوْ لم يَكُــنْ ، لو كانَ، لو ..كلٌّ سِآمْ
لا قانــعا بالأمـس لا مُسْتَبْشِــــــرٌ
غَـــــدُهُ كَصُبْـــحٍ في ثنيَّتِـــهِ ظلام
و كــــآبَة تطغــى على وطـــنٍ هُناَ
و هُنَـــاك مِـنْ فَرَحٍ بِلادٌ في احتكام
و مَســــاجِدٌ تتلو الـــرَّبيعَ بِيـــومِها
خمْسًــا و قُــــرْآنٌ سَماءٌ من حَمَامْ
و كَنَـائِسٌ حُسْنُ المسِيحِ نَشِيدُها
و عيُــونُها الإنجيلُ يمتَشِقُ الغمامْ
لـــمْ يَفقَهُـــوهمْ رُبَّــــما أو رُبَّـــــما
فَقَهوا القَليلَ فعمَّ شيءٌ من سلام
و كَكُـــلِّ مـــاضٍ مُقبــــلٌ إدبــــارُهُ
قـــــد أدمَنَ النَّاسُ التَّمنِّي كالكَلامْ
سيــــظلُّ يَسْــأَلُ ما الجديدُ بِيوْمهِ
هــــا جــــاءَ عاما يوْمُهُ ، ها مرَّ عام
ــــــــــــ سمية محنش ــــــــــــــ