على وشكِ الفراق . . . - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
!!.. غــُبـــــاااار قـُـــرآآآآني ..!! ( وإنِّـي لَـعَـلًى صـَبْـرٍ عـَظـِيــِمْ ).. (الكاتـب : خالد العلي - آخر مشاركة : نوف الناصر - مشاركات : 24 - )           »          ما كنت أنا سلمى ..! (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 0 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 75 - )           »          ((قيد العنا قيد ...)) (الكاتـب : زايد الشليمي - آخر مشاركة : خالد صالح الحربي - مشاركات : 2 - )           »          العرّاب (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : خالد صالح الحربي - مشاركات : 1 - )           »          أحلام الكلام (الكاتـب : وليد بن مانع - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 3 - )           »          من لا يعشق ليلى (الكاتـب : د.حاتم المصري - مشاركات : 0 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 75199 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7444 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 442 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-20-2013, 11:43 PM   #1
سارة النمس
( كاتبة جزائرية )

افتراضي على وشكِ الفراق . . .


حينما اتكأ الخجل على حلم ، و دقت ساعة الحياة منتصفها ، قررت أن تقف أخيرا كي تضع نقطة النهاية لقصة ظلت سنوات قابعة تحت ظل علامات الإستفهام و التعجب ! تسدّها النقاط المتتابعة ، إنّها اللحظات التي نمزق فيها معاهدات الاستسلام لنقفز من فراش الماضي و نتجاوز باب الحاضر فننطلق إلى المستقبل لا شيء مغرٍ كالمستقبل ! إغراؤه لا تضاهيه فتنة االماضي التي عل وشك التلاشي ، فمَــا مضى ليس سوى ذكريات شاء لها القدر أن تسجن بين قضبان " كان " لا يمكن أن يبنى عليها مستقبل بأسره .
بذلك اليوم الضبابي من كانون الأول ، كانت الشمس غائبة عن الوعي تمامًا و دخلت غيبوبتها منذ شهر و أكثر ، غطتها غيوم رمادية محملة بماء الحياة الطاهر ، خرجت " عبير" من بيتها بعد العصر تتشبث بمظلة سوداء كي لا يبللها المطر فيساء فهمها على أنها دموع أنجبها الفراق ! الطريق إليه كان غريبًا ، موحشًا ، فارغا من أهله ، في هذا اليوم البارد قرر الناس الاحتماء بجدران بيوتهم و الاكتفاء ببطانية و كوب قهوة ساخن ، لكن لخروجها سببٌ وجيه كي تضع نقطة نهاية على سطر الحب .
وصلت إليه و دفعت باب المقهى الزجاجي بيدها ، أول ما استقبلها دفئ جميل ، حتى المكان كان أصيلا به أرائك عربية و موائد نحاسية مستديرة و رائحة القهوة المحتبسة تسرق الأنفاس إنه مكان مميز جدّا للوداع ، قصة حب أسطورية عليها أن تتوج بفراق أسطوري ما !
لحظة رآها وقف كي يهم بمعانقتها لكنها اكتفت بالمصافحة ، فالعناق أسوأ ما يمكن أن تقوم به و أنت تودع عزيزًا كارثة الرحيل أن نبث فيه كل ما تبقى لدينا من الحب ، سيجلدنا الضمير بترك المحبوب إلى يوم البعث ، جلست فجلس هوَ ،
و ابتسم فابتسمت هيَ على مضض ، حتى االابتسامات تعدّها عدّا !
- لازلتِ غاضبة مني ؟
- أبدًا .. لست غاضبة منك و لكنني في هذه الفترة اكتشفت أنّ كلّ ما كان جميلا بيننا قد انتهى . . . فلما المضيّ ؟
- لا أحب سماعكِ تتحدثين بنبرة الفراق ! نحن خلقنا لبعضنا البعض و كل ما يحدث أمر عادي بين أي اثنين ، كلّ ما هو عالق سيحل أعدكِ
- أنت لا تفهم . . لم أعد أشعر بالسعادة و أنا معك ، ما عاد قلبي يدق كلما رأيتك ، لقد استنفد الزمن كلّ ما بقلبي من حب ليس بوسعي أن أقدم أية عاطفة أخرى فلما ترفض الإنسحاب ؟ أعتقد أنّ الرحيل بتركك ! أفضل من البقاء معك بخيانتك
- و أحلاهما مرّ !
- لقد كنتُ وفية لك منذ أن عرفتكَ
- و هل عليّ أن أشكركِ على واجبك كعاشقة ؟ إنه ليس معروفا صنعته لي ، و مثلما كنتِ وفية كنت لك وفيا
" قالت بعد أن ارتشفت من فنجان القهوة " :
- صحيح ! ليس جميلا و لكنه واجب لم يعد يؤده الكثيرون و الكثيرات
- لما تفعلين بي هذا ؟
- أنت لما تفعل هذا ، لما لا تدعني أرحل بسلام ؟
- كي أموت بسلام !
- أنت تعقد الأمور
- لما لا تبسطينها ؟
- أحاول ذلك .. وداعًا " حملت حقيبة يدها ، و لفت الشال حول عنقها كي ترحل "
- إنتظري . . . تذكري دائما أنني أحبك

كانت " أحبكِ " آخر ما سمعته منه قبل الرحيل ، ووقع صوته عليها كان كالزلزال ، عادت إلى بيتها و الشمس لازالت غائبة عن الوعي و الطريق لازال موحشًا و غريبا ، و عندما وصلت إلى المنزل ، تحسست صدرها كأنّه فارغ ! لقد تركت قلبها معلقا بذلك المقهى العربي العتيق ، حملت الهاتف و دون أي وعي أو إدراك منها وجدت نفسها تشكل رقمه بأصابع مرتجفة كي تتصل به و تخبره :

- اشتقتُ إليك !

سارى النمس

 

التوقيع


لقد فهمتُ أخيراً معنى أن تتركَ وطنك لتكون في وطن الغير
الأمر أشبه بأن تترك بيتك و تمكث ضيفاً في بيت آخر
ستدرك أنك مهما مكثت ستظل ضيفاً و لست صاحب البيت !

من رواية " الحب بنكهة جزائرية "

سارة النمس غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفراق إيمان إبراهيم أبعاد النثر الأدبي 6 09-20-2012 01:30 AM
لقاء الفراق عادل كمال أبعاد القصة والرواية 6 07-01-2012 08:12 AM
وحدك .. في الزحام منتهى القريش أبعاد الشعر الشعبي 18 05-03-2011 10:24 PM
كــأنهـا حيـــاه...!! فرج صباح أبعاد الهدوء 161 11-12-2010 06:10 PM


الساعة الآن 08:03 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.