العمر لحظة
يذوب العمر ...
لحظةً ف لحظة
ينزف الصبر ...
آهةً ف آهه
تسكب العين ...
دمعةً ف دمعة
يرجف القلب ...
رجفةً ف رجفة
وقطرةً ف قطرة ...
يهطل المطر
تلك البدايات ما فتئت تقف على أبواب الذكريات
مرةً ف مرة
تلك النبؤات تمضي كسراب العمر
تلك الأماني ...
تلك الزوايا ...
نلك الوسائد
تلك الليالي
التي رحلت من العمر
مرةً ف مرة
على أفق مرج يغمره الشوك
منضود على جوانبه عناقيد من حنظل وصبَار
ألتمس لليل شعاعاً من نور
تغمره ريح تشرين
أكتب على ورق تشرين أن العمر لحظة
أداعب خد صبية
اعانق الريح
فتعصف بي الريح
ألف مرة
يجنَح بي الخيال ...
باني رايت في منام يقظتي كوكباً يعانق نجمة
وأني كنت هناك فوق حدود المدى
متكيءٌ على كتف الوقت
أعاين رحيل الصحو على
أفق المجرة
جرحي غائر حد النصل
لا بكائيات تجدي
لا عتاب يجدي
لا لوم ... لا تنهيد
لا نداء يرجعه صدى الصدى
لا ترانيم تموج في الفضاء
لا زهرة تنبت في العراء
ويجف في صمتي النداء
كل المواعيد متعثرة في مواقيتها
كل الأماني مترعة في تفاصيل أحلامها
كل العصافير مشغولة بتفاصيل عناقها
وأنا وحدي ...
أنضد من قصيدك حكاية المنتهى والمبتدا
أيها العمر الجائل على صدى السنين الراحلات
إنهض من عثارك
أيها السامق في الروح ...
أيها الغائر في الغروب
أيها المرتحل في مدارات الخفوق
أيها المتسكع على الدروب
ما بقي في العمر ما يمنحك البقاء
اقبض على لحظاتك الهاربة
فإن العمر لحظة
"البستاني"