عن جاك و روز: - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
كلمات الى نفسي (الكاتـب : عبدالله البطي - مشاركات : 7 - )           »          وفاة اخي سلمان حسن عايد الشمري (الكاتـب : عبدالله البطي - مشاركات : 21 - )           »          لا أقبل أن أحيا ك الحيوان (الكاتـب : فهد الغبين - مشاركات : 17 - )           »          قَطرَةٌ مِن ضَوء (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 11 - )           »          خذتي من وصوف القمر (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 4 - )           »          اعتراف!! (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 2 - )           »          إكسيرة حياتي (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 2 - )           »          لحن الصمت !! (الكاتـب : نورة القحطاني - مشاركات : 2144 - )           »          من لا يعشق ليلى (الكاتـب : د.حاتم المصري - آخر مشاركة : قايـد الحربي - مشاركات : 3 - )           »          ما كنت أنا سلمى ..! (الكاتـب : نوف الناصر - آخر مشاركة : قايـد الحربي - مشاركات : 6 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-17-2014, 04:37 PM   #1
سارة النمس
( كاتبة جزائرية )

افتراضي عن جاك و روز:


التاريخُ لا يذكرُ كلّ قصص الحُب رغم أنها متشابهة، التاريخ إنتقائيّ جدّاً لا يختار من القصص إلاّ ما تروقُ له! و نحنُ نعيش رحلةً على متن سفينة التايتانيك كان هناكَ كثيرٌ من العشاق و العاشقات و أنا إحداهن، ربما لم أكن فاتنةً مثلَ روز، كنتُ مجرد خادمةٍ قبيحة تمضي كلّ نهارها في المطبخ و تخرج ليلاً لتتصفح البحر، حبيبي كان عاملاً ميكانيكياً يختفي أثناء عمله حتى يخيّل لي أنّه غادرَ السفينة إلى جزيرة أخرى، ليعود لي بعدَ سفره منهكاً نتبادلُ أطرافَ الأحلامِ و الكلام ..

ما لا تعرفونه عن جاك و روز، جاك كان قبيحاً لم يكن أبداً بوسامة ليوناردو دي كابريو، رجل أشقر و لكن أنفه أكبر ما في وجهه، أسنانه صفراء بلا ترتيب جميل، لكنّه كان رجلاً مرحاً و لهذا أحبته روز، هذه الأخيرة كانت شديدة التعجرف كجلّ البريطانيات أستغرب للسذّج الذين صدقوا أنّها كانت مستعدة لتركِ كل شيء من أجل ذلك الفقير البائس لقد زوّقوا الحكاية فقط لتحظى بتلك الجماهيرية، روز غادرت السفينة بملء إرادتها في قارب أنا شاركتُها إياه، و كانت تنظر إليّ بازدراء لأنّها لم تقبل أن يشاركها القارب من هنّ مثلي، حتى أثناء معركة الموت لم تتخل عن عجرفتها و فوقيتها، أمّا جاك مات ببساطة كما مات الكثيرون لقلة القوارب، لا وجد لها خشبة تنام عليها، و لا مات و هو يلقنها وصايا الحياة، ماتَ وحيداً يتجمدُ برداً إلى أن اختفى .. هذه هي الحكاية الحقيقية لمن لا يعرفها .. آسفة لأني أخيّب أملَ الكثيرين لكن هناكَ حقائق يجبُ أن تقال ..

لابدّ أنكم تتساءلون عنّي و عن حبيبي، لقد كنتُ جليسة أطفال في مزرعة السيّد البولوني آلبرت أينَ كان يعملُ حبيبي عبداً، دامت قصتنا أربع سنوات، عرفتُه مذ كان عمري 15 سنة و لكن لم يسمحوا لنا بتتويجها بالزواج، فأنا رغم قبحي كنتُ بيضاء، و حبيبي أسود، فالعبدُ لم يكن من حقه التعليم أو الزواج أو التذمّر، و عندما رآهُ السيد ذات عصر يقبّلني، جلده حتى شقّ جلدَ ظهرهِ لكن حبيبي أخبرني أنّ تلكَ القبلة الشهية كانت تستحقُ العناء، عندما ضاق بنا العيش في مزرعة السيّد، هربنا و تزوجنا، لم يزوجنا أحد فقط أعلننا أننا أصبحنا زوجين ووجد لنا عملاً على متنِ تلكَ السفينة المشؤومة، هل نجونا ؟ حبيبي رغم قوّته لم يصمد و أنا تمّ إلقائي من على ظهرِ القارب لأنّ هناك من هو أهمّ مني يستحقُ بالحياة ..

تتساءلون و أنا ميتة؟ كيف أحدثكم عن كل هذا؟ لقد زرتُ هذه الصبية التي تكتبُ في حلمها و أريتُها كلّ ما حدث، استيقظت قبل أن ترتشف قهوتها راحت تكتبُ لكم ما رأته .... صدّقوها!!

 

التوقيع


لقد فهمتُ أخيراً معنى أن تتركَ وطنك لتكون في وطن الغير
الأمر أشبه بأن تترك بيتك و تمكث ضيفاً في بيت آخر
ستدرك أنك مهما مكثت ستظل ضيفاً و لست صاحب البيت !

من رواية " الحب بنكهة جزائرية "

سارة النمس غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:15 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.