للحنان انشودة اخرى مخبأة في اعطاف الغيب تسكن لواعج الصمت تهرب من يقين السؤال لم يعد له من الارض متسعا الا تلك السبل النائية عن المدينة هنالك يدخن بشراهة ويأوي الى فكرة يظن انها لن تتحقق ولكنه متمسك بها لا يصله شيء منها سوى حنين مباغت يتعالى هديره في الليل او عند سقوط المطر .
كتب على الاسفلت عبارت بالتراب الناعم وراح يتأملها
لعل مشكلته تكمن هنا
في عدم القدرة على نسيانها
والبحث عن حنين اخر في اروقة الشوق البعيدة
ماذا لو اتخذ قرارا الساعة وتخلص من كل شجن تلفه الايام به وغادر المدينة
لن يركن لنداء اصدقائه التعساء
لا لن يركن لاحد
كانت تعتمل فيه شواظ الذكريات الاليمة تجبره على البقاء
لكنه بصعوبة وقف على قدميه
ورنا الى الافق
وتأمل الكلمات التي خطها على الاسفلت
وقال ربما من هنا ابدأ بداية اخرى بحنان آخر
واذ ذاك سار في طريق مظلم لا بصر فيه الا اشعة ضئيلة من نور .