الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي
نقش على جدار الثقافة
قالوا: المثقف قلتُ: ليس مثقّفا
من يمنحُ الأخلاق والدين القفا
... ليس المثقف من إذا سمع الهوى
لبّى وإن سمع الأذان تخلفا
ليس المثقف من تراه مبجّلا
كتب الضّلال ولا يُبجّل مُصحفا
ليس المثقف من يعاقر كأسه
لا نفسه رضيت ولا عقل صفا
يمشي كما يمشي الغراب مقلّدا
فيضيع مشيته وينسى الموقفا
يرنو إلى الفكر الدخيل فقلبه
بولائه للغرب أصبح أجوفا
ليس المثقف من إذا برز الهدى
والحق في الدنيا تراجع واختفى
وإذا بدت روح الضلال تَحرّكتْ
أشواقه فسعى إليها واحتفى
ليس المثقف من يَذُمُّ دعاتنا
وشُيوخَنا ظلما،ويمدح أسقفا
ويرى حدود الشرع فينا قسوة
تؤذي المشاعر والحجاب تخلّفا
ويظل ينسج من هواه قميصه
دَنَسا ، ومن سوء الطويّة معطفا
يرتاد أوكار الفساد مجاهرا
متلبسا بضلاله متلفلفا
ليس المثقف من يزور سفارة
غربية متوددا متلطفا
يهدي لها الأسرار من أوطانه
متجاوزا في قوله متعسّفا
ليس المثقف من يصوغ رواية
تطوي الرذيلة في مداها الأحرفا
يرمي بها حصن الفضيلة والتُقى
متباهيا بضلاله متطرفا
ينساقُ في درب الضلال مجادلا
متلوّنا (متحاملا)متفلسفا
ليس المثقف من يبيع صلاحه
ويظل في طُرُق الضلالة مسرفا
إن المثقف من يوطّئ نفسه
لله يحفظ باليقين الموقفا
إن المثقف من يعزّ بدينه
عِزّا ينال به المقام الأشرفا
إن المثقف من يضيء حياته
بالحق يبقى صادقا متعففا
يحمي حمى الأوطان من أعدائها
ويصد عنها الكاذب المتزلفا
إن المثقف من يعطر فكره
بتقاه ، يتبع النبي المصطفى
عبدالرحمن العشماوي
١٤٣٤/٣/