سَيَسْمَعَكَ اللهُ - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7442 - )           »          اتُنسى؟ (الكاتـب : إبراهيم الجمعان - مشاركات : 0 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 792 - )           »          خربشات لا أكثر .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 10 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 70 - )           »          مرضى متلاعبون (الكاتـب : إبراهيم عبده آل معدّي - مشاركات : 4 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 439 - )           »          بحر الحزن !! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 4 - )           »          أكتب اشواقك .. (الكاتـب : نوف مطير - آخر مشاركة : محمد علي الثوعي - مشاركات : 3 - )           »          اعتراف!! (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : محمد علي الثوعي - مشاركات : 1 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-25-2015, 07:41 PM   #1
ساديل
( كاتبة ومصممة )

الصورة الرمزية ساديل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

ساديل لديه هالة مذهلة حولساديل لديه هالة مذهلة حول

افتراضي سَيَسْمَعَكَ اللهُ



بَصْمَةٌ :

مُتقوسةٌ أمانينا ؛ كعرجونِ حُلمٍ يابسٍ ،
وأشواقنا تعجُّ برسائلَ مٌحلِّقةٍ ؛ تنقرُ نافذةَ السَّماءِ بالدُّعاءِ والرَّجاءِ .

بِلَّوْرٌ :

تمنَّيتُ أنْ تُنصفني –في خريفكَ- أحصنةُ الرِّياحِ !
تُقلِّبُ حُلمي الكبيرِ بكَ ؛ تحتَ سنابكِ الشَّمسِ وسنابلها النَّاضجة !
يا وجهَ الكونِ في غُرَّة المدى ،
يا ارتحالَ الصَّوتِ في صدرِ الصَّدى ،
لَمْ تنطفئْ أضلعي ظمأً تحتَ قنديلِ القمرِ ، ولا احترقتْ أصابعي شوقًا بأنفاسِ المطرِ .

فَصْلٌ :

لَمْ تُحايلني زنبقةٌ على أبوابِ جُنونها ربيعٌ يتنكَّرُ لظلِّكَ ومن ضيائكَ يتبرَّمُ ،
ولَمْ أُهادنْ الشِّتاءَ على بيعِ ذكراكَ ،
ولَمْ أستمعْ لصيفٍ عزفَ لي نشازَ الدَّمعِ على قارعةِ الطَّريقِ ودعاني للفراق !.

صَوْتٌ :


تواطأَ غيابُكَ مع أشيائي ؛ خطفَ ظلِّي إلى ظلِّكَ ،
لَمْ أُبدِّلْ وجهةَ الشَّوقِ عن الطَّريقِ ، ولا انحرفتُ عن صراطِ قلبي يا دليلي ؛
على يُمناهُ ترقدُ حقولُ صمتي ،
وتغرسُ يُسراهُ -في الصَّدى- حبَّات صبري ،
وطيفي المجنونُ يغتالُ أيلولَ وآبَ ؛
وتنثرُ لهفتي زهرَ النِّسرين على هدوءِ الحُلمِ المُمتدِّ إليكَ من رحيقي.

رِسَالةٌ إِلَيْهِ :

سيِّدي البعيدُ الغائبُ ؛
في مدينتي يعيشُ سرٌّ عجيبٌ أودعتُهُ الحنينَ ،
يكنسُ غبارَ الغيابِ عن شرفتِكَ المهجورةِ وفناءِ عشقكِ العتيقِ ،
عن قناديلِ صوتكَ ،
عن قصائدِ بوحكَ المتدلِّيةِ على الأرصفةِ وفي وجوهِ العابرينَ ،
عن شرنقاتِ شوقٍ في الهواءِ معلَّقة بأملِ عودتكَ ثانيةً ،
عن غناءٍ يعتمرُ وطنكَ البعيدِ ،
عن محاربٍ مع ساسةِ الشِّتاءِ ؛ يُنازلُ جُنودَ الصَّقيعِ بنبالِ انتظارهِ كالغريق.

***
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




في قلبِ غيمةٍ بيضاءَ أدسُّ فيها عينيَّ ، ومنها أقطفُ –بخيالي- حروفًا تليقُ برجلٍ يصنعُ -في صدرهِ- من الطِّينِ طائرًا ، ثمَّ بالممحاةِ يصطادُهُ ، وفي قبضتهِ الهائمةِ سنابل وجدٍ ؛ تطحنُ رحى الأيام شوقَهَا ، ثم على بساطِ أوراقي تذروها صورًا وتنثره مرايا .

***
- حينما يعزُّ الكلامُ ؛ فاعلمْ أنَّ أُذنَ الليلِ قد بُتِرَتْ ، وأنَّ ضوءَ القمرِ قد باتَ مُعلَّقًا بين وصلٍ وهجرٍ . وحينما يتثاءبُ الجُنونُ في أوانهِ ؛ فاعلمْ أنَّه قد رَفَعَ بنانَهُ ؛ لتستقرَّ عليه فراشةٌ ؛ لَمْ تَنْتَمِ –يومًا- للمطرِ ، ولَمْ تَنَمْ على صدرِ غيمةٍ .

***


- ستحملنا السَّماءُ بلا ميلادَ ولا أسماءَ ، سنكونُ أصواتًا بأجنحةٍ لا يُقيِّدُها زمنٌ ولا أرضٌ تحبسُهَا ، سنمزِّقُ المسافةَ الفاصلةَ ، ونُجرِّدُهَا من الحُدودِ ، ومن حواجزِ الغُربةِ والغُروبِ والغيابِ ، ومعًا سنبني غصونَ دفءٍ ؛ لا يُطفئُهَا البردُ ، ولا البعدُ يكسِرُهَا ؛ فلا تُجازيني على غيابي بالغيابِ ، ولا تجرحي رجائي بالعتابِ ؛ فو الله ما نَبَتَتْ في قلبي عُصفورَةُ عشقٍ من بعدكِ ، ولا اعتنقتْ خيولُ رياحيني غيرَ رائحةِ عطركِ .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




***
- سأشرِّعُ بابَ نافذتي على الليلِ الطَّويلِ ، وأضعُ في أحضانِ كلِّ نجمةٍ أُمنيةً ؛ علَّها غيومُ الدُّعاءِ ؛ تُمطرني بكَ غيثًا ! وسأتوسَّدُ أحلامي البيضاءَ ، وأغرسُ في قلبِ كلِّ حُلمٍ وردةً حمراءَ ؛ صغيرة بحجمِهَا، كبيرة بمحبتِهَا وطُهرِهَا.

***



- دعينا في لقاءِ الغيمِ نحرثُ حقلًا ، ومنه نحصدُ أصواتَنَا الرَّاحلة ، ونُعتِقُ أرواحَنَا الحائرة من هَرَمِ ابتساماتِنَا وكآبةِ صمتِنَا ؛ فو الله إنَّها تختنقُ في داخلي أسرابُ الكلامِ ، وينامُ سرابُ عطركِ في روحي وحبري ، وتتيبَّسُ أطرافُ جُنوني ؛ فلا تقوى على الإمساكِ بخيوطِ العمر ؛ وهو في ظلِّ الليلِ خادمٌ أصمٌّ أبكمُّ .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



***
- في سماواتكَ وجدٌ بلا روحٍ ! يا أنتَ ؛ لَمْ أُسافرْ –يومًا- على مركبٍ من ورقٍ ليحملني إليكَ حرفًا ، ولَمْ يُزْهرْ على جسدي طيفٌ من أَملٍ ؛ بَل أزهرَ فيَّ أرقُ الحُلمِ وقلقُ الألمِ ، والشَّجنُ سلبَ –من ضلوعي- ضوءَ الوجدِ نحو فضاءٍ يعشقُكَ في هذيانكَ ، أشكوكَ للغيابِ ؛ فيعرجُ بي إلى أفقكَ مكسورةَ اليراعِ والمجدافِ ؛ فلا خاصرةَ للشَّمسِ تحتضنني ، ولا عاصفةَ هوجاءَ تحملُ للنسيانِ أوجاعي ، وتسألني الصعودَ نحوكَ ؛ لأحتفي بكَ مع أغصاني الهزيلةِ ، لأمحو جميعَ الفُصولِ من ذاكرتي ؛ ما عدا فصل الشتاءِ ، ولأفتحَ نوافذي لأبجديةِ ليلٍ بهيمٍ مُشرَّدٍ ؛ يملؤه الأنينُ الثقيلُ والبردُ المقيتُ .
سيسمعكَ اللهُ ! وكلماتُكَ تحفرُ مجدَهَا في لُغتي ، وذكرياتُكَ تدقُّ مساميرَ حروفها في روحي ؛ وكلُّها مآذنُ حربٍ ؛ تصدحُ بالعزاءِ ، وتُجلِّلني بالسَّوادِ السَّقيمِ .



- أرجوكِ دعي اللقاءَ يكبرُ في مداركِ ؛ يرتقُ ثقبَ الحنينِ ، ويُضمِّدُ جرحَ المسافة بالمسيرِ والوُصولِ ؛ ففرحي هو أن ألقاكِ ، وأن أجعلَ من لقائنا منديلًا أهديه لكِ وتاجًا به أُتوِّجُكِ .


،نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



- يأتي بكَ الخريفُ على الطَّريقِ كالضَّياعِ أو كالحريقِ ، وقلبي في اغترابه الطَّويلِ مفقودٌ مفقودٌ ، لَمْ أنزعْ من صدري لونَ وردتكَ ، وَلَمْ أَدفنْ في ذاكرةِ النِّسيانِ عطرَهَا، ولا نفضتُ قطراتِ الحنينِ عن جبينها. شكوتُ عطركَ للغروبِ ولأطفاله من النَّوارسِ والعصافيرِ، شكوتكَ لوميضِ البرقِ الضَّاحكِ ، وجنونِ الرَّعدِ العابثِ في صفاءِ حُلمي، ولهمهمةِ الرِّياحِ في ارتحالِهَا إلى غربتِهَا، ولرغبةٍ مُصفَّدةٍ بالجمرِ ومُسجَّاة كالنُّور بين قضبانِ الرُّوحِ في وحدتِهَا . سيسمعني اللهُ ! إنْ كذبتُ ، وألبستُ العناقَ عباءةَ الصَّمتِ، وسجنتُ دغدغةَ الورقِ في كُفوفِ الحُروفِ ، وادَّعيتُ أنَّها نافذةُ السَّماءِ نجومُ همسها مسلوبة من كُؤوسِ الياسمينِ ومن غيمةِ ليلٍ يغتسلُ بموجها وجهُ الصباحِ الحزينِ... ولقد فعلتُ..

***

ُ . سيسمعني اللهُ ! وأنا أُخبركَ بأنَّ الطريقَ إليكَ ستُرشدُ عقلي إلى ريشةٍ سوداءَ تلوكُ أرقَ الحُلمِ المُعلَّقِ على أبوابِ صدركَ ؛ وعلى المضي قُدمًا ستحثُّه .
سيسمعنا اللهُ في صمتنا الرَّهيب !.






،،
،
،
،
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ساديل غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
{لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا} هلا العريفي أبعاد النثر الأدبي 12 12-20-2014 04:23 PM
ذَاكِرَةٌ مُكَعَّبَةٌ | مُحَمَّدْ الْبْلُوِي محمد سلمان البلوي أبعاد الهدوء 5 12-20-2014 03:58 AM
[.. ارْقَـبِ اللهَ يَـا وطَنِـي ..]،.!! جميلة الراشد أبعاد النثر الأدبي 6 02-28-2012 08:50 PM


الساعة الآن 02:36 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.