وأحرق نصف درة عشق حبيبه

[سيرين]

كبحور أمواجه تذكرني هديرها ببدء الخليقة
كانت السماء تخرج من الحرير حية باسقة
حين تراه كمئذنة شامخة في المدينة
لامس نور السماء جبينه وعانقه توحدا
انفتحت الحدود وتكلمت حراس الأرض
وصرت تحت ظلاله أُطعم من ثمر الجنة
وأشرب من أنهار الكوثر زمزما
وأغتسل من طهر السلسبيل نقاء
في راحة يده تكمن لذة وانتشاء
كلامه ولها وطقوسا وفرحا
من يحيط به بهو الروح .. ولي
لأنه قطب عاشق فريد عصره ووحيد نبضه
كوكب في سمائي ومفتاح جسدي
في فمي يمطر ترياقه عسلا ونبيذا
خلق الله سمائي من نون
رسم النقطة فأبدع وصور البحر فتجلى
فصارت سماؤك / نون
وأقسم بخلقه وخص النون ( نون والقلم وما يسطرون )
فدحيت الأرض بمائه وتبدلت
وأول ما خلق الله القلم
قال له اكتب فجرى وما يحويه قدري
وكتب القلم : ن قبل غيابه
غابت سماؤه كأنه يقول لي عش بالحضور الأول
إملئي عينيك وقلبك وجسدك وروحك مرتين
لتحيي بهما حتى الحضور الأخير في الرحيل الكبير
نسيت أن السماء نون ينبغي حفظها وكتابتها
كي لا يصيبها المحو والتلاشي
ومائي يخرج من كل جزء في جسدي
ربما تتذكر السماء الحروف الخمسة
س ي ر ي ن
أَعصية علي التذكر تكون فيكفي حرف أو اثنين
يذكر الصباح ليقرأ خطبة الوداع
سيذهب الندى طائعا هذا خياره
عندما يحط في أرض رحيله
ويخرج من قلبه اسمي كطائر تحت عرشي
إذا تحركت النون ارتعش محموما
وصفق هسيسا بجناحيه
يناديني فلا النار تسعفه ولا الثلج يدركه
يظل هكذا إلى قيام الساعة حياته ثلج ونار
حائر لا يعرف أينه من زمانه
لأنه غاب بعد حضور وأحرق نصف درة عشق حبيبه
بعد بحث عنها ملايين السنين


"""""
""""""""