بطل رغم أنفه ..

[هاني هاشم]

أصبحت صناعة البطل..

صناعة رائجة جداً بل ومربحة
ربما إكتسبتها دول العالم الثالث من الغرب
فالغرب لديهم من الأمكانيات مايؤلهم لهذا
سواء كانت قدرات مادية أو فنية أو بشرية
وإعتمادهم الأول والأساسى ينصب على الأعلام
هذا المارد الذى يستطيع فعل أى شئ .. وكل شئ
ولا يجد أدنى عناء فى توصيل المفهوم المراد
سواء كان هذا المفهوم له أسس واقعية وكيان محدد
أو كان من وحى الخيال .. والكثير من الأوهام __
وتنتشر هذه الصناعة وبشكل كبير فى المجال الفنى
وصناعة السينما وماشابه __

/

ولا مانع من تجسيد هذه الصناعة فى كافة المجالات
طالما ستفى بالغرض .. وترسخ لفكر ما _
وياحبذا لو تم إقحام هذه الصناعة فى المجال السياسى
كنوع من الترويج لشخصية ما
بالفعل ربما تحمل مواصفات البطل
أو صناعة بطل من ورق __
ربما لايحمل أية مواصفات للبطولة ..
ولا يجد هو فى نفسه أية إيماءات لهذا الدور
ولا يجد المتابعون والمهتمون
هذه المواصفات فى هذا الشخص
ولكن __ الحاجة أم الإختراع ___

/

منذ عقود إعتنقت دول العالم الثالث هذا النهج
وبمساعدة من الغرب ذاته ومؤازرة قوية منه
تم العمل على تطبيق هذه الصناعة __
وصنع بعض الأبطال الوهميين لأغراض معينة
ولاحظنا على مدار العقود الماضية
ظهور بعض الشخصيات
فى مناحى شتى ترتدى ثوب البطولة __
دون دليل واحد على هذا .. أو معتقد ما
يشفى صدور عامة الناس أو يجبرهم
على تصديق ما يروجون له __
/
فى مجال السينما ظهر هؤلاء
وفى المجال الإعلامى هكذا
وفى المجال السياسى ومايسمى النخبة
يتم الترويج وتكثيف هذه الصناعة وبشكل يومى
لصنع هاله من التفخيم حول بعض الشخصيات
وإبراز محاسنهم . وبطولاتهم ..

أمور إعتدنا عليها وسئمناها

/
ولا مانع أبداً إن سقط بطل ورقى من هؤلاء
أن يتم صنع البديل وبشكل سريع
طالما هناك الإمكانية على فعل هذا
وطالما هناك من يصدق هذه الأكاذيب
ومن له ولاء لمن يملك بيديه خيوط اللعبة
خاصة عندما يتعلق الأمر بمصالح فئة ما
فى الداخل .. وفى الخارج أيضاً
..............
وربما من الضرورى صنع بطل آخر
إن سقط منهم بطل ____

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

/

هانى هلشم

_________________