بلغنا أيتها الشعوب السعيدة ويا ذوي الأراء السديدة واصحاب العقول الرشيدة
أن " لماذا " قد أدمنت كثرة التعجب والسؤال وهذا بالطبع ليس بحال نرتضيه
واصبحت لا تخشى أحدا وتستجدي الجواب كمتسولة علي كل باب
وقد تم الإبلاغ عنها وقبض عليها متلبسة وهي تمطر احدهم بالأسئلة :
_ لماذا يلطخ مجدكم وتاريخكم في هذا الزمن الحزين ؟؟
_ لماذا فقدتم الحب وقلوبها وماتت الاشواق في أعينكم والحنين ؟
_ لماذا ضاقت دروبكم بالغربة والفرقة والهم الدفين ؟
_ لماذا اصبحتم في الريح اغصان هشة بالذل والخنوع مكبلين ؟
_ لماذا الكثير منكم بين الشرق والغرب صاروا مدمرين تائهين ؟
_ لماذا اجيالكم رخوة جيلا بعد جيلا وفقدت جذورها الاصيلة بالطين ؟
_ لماذا انتم لا تزالوان في احضان الخيانة والخيبة نائمين ؟
_ لماذا ضاعت اغانيكم و لا نسمع عبر ايامكم سوى الحسرة والانين ؟
_ لماذا هذا الربيع والصراع جتى اصبحنا أمام العالم من المتسولين والمنسيين ؟
_ لماذا لا تتحدون وتجوب راية وحدتكم كل ارجاء العالمين ؟
وهكذا ايها السادة مازالت تجوب وتجوب واصبح التساؤل لها عبادة
وأسئلتها كما ترون ليس لها معنى لأنها مفقودة الإجابة
خاصة أننا منذ زمن اصبحنا مهتمين بكل ما هو غير مفيد
وما زالت المتهمة " لماذا " تتخفى وتتنكر ليلا
عند توجيه الأسئلة علي وسائد الضمير والفكر المنير
وعندما يأتي الصباح تسكت عن السؤال المباح
ولحرصنا الشديد علي راحة استرخاءكم وسباتكم
قررنا ان نقبض عليها ونرميها في غياهب السجون لاستمرارها المجنون
فنحن لسنا في حاجة الي إجابة
وسوف نتصرف معها بالانابة عن شعوبنا السعيدة وصاحبة الاراء السديدة
وهذا هو بياننا الأول لكم
وسنوافيكم بباقي الاجراءات التي قررت ان تضرب بيد من حديد
علي كل من تسول له نفسه ويلقي في وجوهنا بسؤال جديد
12 _ 6 _ 2016
\..