إليكم الميكروفون - الصفحة 14 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
فواصل شعرية ( 3 ) العيد (الكاتـب : نوف الناصر - آخر مشاركة : نورة القحطاني - مشاركات : 18 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : جليله ماجد - مشاركات : 75371 - )           »          ادعوهم بأسمائهم (الكاتـب : عبدالإله المالك - مشاركات : 0 - )           »          من خطواتهم نعرفهم! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )           »          على السكين .. (الكاتـب : عبدالله السعيد - مشاركات : 1 - )           »          و شَعْرِي جَنّ ... (الكاتـب : ضوء خافت - آخر مشاركة : عبدالله السعيد - مشاركات : 10 - )           »          !!!!! .....( نـــــذرولـــــوبــــيــا ) ..... !!!!! (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 159 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1780 - )           »          ما لا يمكن أن تكتبه الآلة: بين لهب الشعور وبرودة الشرارة! (الكاتـب : جهاد غريب - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          هلوسات شاعرة ..! (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 11 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات العامة > أبعاد العام

أبعاد العام لِلْمَوَاضِيْعِ غَيْرِ الْمُصَنّفَةِ وَ الْمَنْقُوْلَةِ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-07-2019, 05:00 AM   #1
عبدالله عليان
( كاتب )

افتراضي كيف تجعل منك القراءة كاتبًا؟!


قلتُ له إنّ القراءة من أهمّ أدوات الكتابة، فقال لي: "كيف يعني؟!. نقرأ.. ونسرق ممّا نقرأ فنكتب؟!"، فكانت هذه المقالة!.
ـ القراءة في أوّل العمر، أرض خصبة للتخيّل، ومع التقدّم في السِّن تصير أرضًا خصبةً للتّذكّر!.
ـ أتوقّف عند الصفحة 54 من كتاب ماركيز "كيف تُكتب الرواية"، أطوي طرف الصفحة وآخذ نفسًا عميقًا، أراجع تخطيطاتي: كم من الوجوه مرّت؟!، ويا لهذا العدد من الصفحات كأنه سنوات العمر!.
ـ في الصفحة 31: استفتاء أُجري لأطفال المدن الأوروبية الكبرى، سُئل الأطفال عن اسم الرجل الذي يوصل الرسائل إلى البيت، وعن اسم من يأتي بالحليب والجريدة والخبز، ومن يجمع القمامة، ويُصلح الأعطال الصغرى في النور والماء؟!، كانت إجابة الأطفال كلها شبه جماعيّة: البوّاب!.
ـ وأتذكّر أحمد زكي، أولًا في فيلم "البيه البوّاب" ثم أحمد زكي في كامل مسيرته، من محاولة انتحاره لفقدانه دور البطولة في فيلم الكرنك، إلى صلابته وهو يدخل بكامله في فنّه!، ساخرًا من مرضه الأخير معتبرًا إيّاه مجرّد "دَوْر" في فيلم وعليه أن يلعبه!.
ـ في فيلم "البيه البواب"، جازف باختيار ممثلة، سُمرتها قاحلة!، لم يُعرف عنها فيما قبل، ولا فيما بعد، شيء: مهجة عبدالرحمن!. نُصِح بغيرها لأنه أحمد زكي!. يُمكنه اختيار من يريد من حسناوات السينما، حجم الدور كبير وكل مشاهِده مع أحمد زكي مباشرة!.
ابتسم في داخله. ما طفا على السطح من الابتسامة كان يقول: لكني لستُ أحمد زكي، أنا "عبدالسميع" البواب وهذه "زينب"!.
ـ حكاية المُعايشة العميقة في التمثيل لا يُتقنها غير قلّة قليلة، وهي بالمناسبة مسألة لا علاقة لها بما يتبجّح به نجوم السينما اليوم بالتأكيد الدائم على أنهم يؤدون مشاهد القفز والحركات الخطرة بأنفسهم رافضين مساعدة "الدّوبلير"!. هذا تنطّع، والمسألة أبسط من ذلك بكثير، أبسط وأعمق!.
ـ وفي فن التمثيل، وكلّما قلتَ: "بسيط وعميق"، حَضَرتْ فاتن حمامة!.
ـ تروي الفنّانة "سميرة عبدالعزيز" هذه الحكاية، من كواليس مسلسل "ضمير أبلة حكمت": في أحد المشاهد كان يتوجّب على فاتن حمامة أن تواصل حديثها بعد أن تتناول رشفة من فنجان القهوة، التي لم تكن متوفّرة لحظة التصوير. ولحلّ المشكلة وضعوا في الفنجان كوكاكولا بدلًا من القهوة، على اعتبار أنه يحمل السواد نفسه في الكاميرا!. أوقفتْ فاتن حمامة التصوير، حاولوا إقناعها باستحالة اكتشاف الجمهور للأمر، لكنها أصرّت: "لكن رشفة القهوة يا جماعة تختلف عن رشفة الكوكاكولا"!.
ـ لم تعرف السينما العربية كيف تُكتب الرواية يا ماركيز!. لم تنجح في الجمع بين أشهر شغّالة في السينما العربية "نِعْمَة" في أفواه وأرانب، وأشهر بوّاب "عبدالسميع" في البيه البوّاب!.
ـ في الصفحة 32 يكتب ماركيز: لقد تمكّنت رياح الحضارة في إسبانيا من القضاء على واحد من أبرز شخصيات حياة هذه البلاد وأدبها، وأعني به الحارس الليلي!. وأتذكّر فيروز والرحابنة في فيلمهم الثالث والأخير: "بنت الحارس"!.
ـ كل الأعمال السينمائية المشتركة بين مصر ولبنان "وسوريّا" كانت هشّة، مخجلة، عبيطة، وقليلة الحياء لدرجة أن ثلاثة أمتار من القماش كانت تكفي لملابس جميع الشخصيات النسائية في الفيلم الواحد!.
ـ لكن فجأة، وفي لحظة إحباط، قرر يوسف شاهين معاتبة مصر بهجرة قصيرة إلى لبنان!. التقط الرحابنة هذا الكنز الغضوب، وقاموا بنقل واحدة من مسرحيّاتهم إلى السينما، فكان "بيّاع الخواتم" ليوسف شاهين أول أفلامهم!.
ـ يظلّ "بيّاع الخواتم" أوضح فيلم موسيقي غنائي عربي، لكن ملامح فيروز ورزانتها وحتى البطء في حديثها، لم تكن تسمح بتكرار المجازفة مع مخرج مجنون مثل يوسف شاهين!. الفيلمان التاليان "سفر برلك" و"بنت الحارس" كانا من نصيب "هنري بركات" مخرج فاتن حمامة المفضّل!.
ـ هذه واحدة من فوائد القراءة كأداة من أدوات الكتابة!،..
غدًا، بإذن الله، نُكمل تقليب صفحات كتاب ماركيز، بذكريات ليست سينمائية!.

بقلم فهد عافت

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عبدالله عليان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-07-2019, 06:11 PM   #2
عبدالله عليان
( كاتب )

افتراضي كيف تجعل منك القراءة كاتبا؟! «2ـ2»


نُكمل ما بدأناه بالأمس، وأعيد سببه:
قلتُ له إنّ القراءة من أهمّ أدوات الكتابة، فقال لي: "كيف يعني؟!.. نقرأ.. ونسرق ممّا نقرأ فنكتب؟!"، فكانت هذه المقالة!.
ـ في الصفحة 43 من كتاب "كيف تُكتب الرّواية" لماركيز، يكتب: قرأتُ في إحدى الصحف أنني ألقيت محاضرة أدبية في اليوم الفائت في مدينة بالما،..، لم يكتف المراسل الصحفي الدقيق بإيراد رواية مفصّلة للحدث، بل قدّم كذلك مُوجزًا موحيًا لمحاضرتي،..، الموضوعات المطروحة كانت أكثر ذكاءً مما يمكن أن يخطر لي،..، لم يكن فيها سوى عيب واحد وحيد: فأنا لم أكن في مدينة بالما!،..، كما أنني لم أُلق في حياتي محاضرة!.
ـ وأتذكّر كيف قامت مجلّة شهيرة، أيام عزّ المجلّات الشعبية، بتغطية أمسية لشاعر "وجيه"، وأفردت لها مساحة كبيرة، ولاحقتْ تفاعل الحضور وتصفيقهم، وتفاصيل الجمهور الذي ربما عبّر عن حزنه واستيائه لامتلاء المقاعد قبل أن يحظى بمكان فقرر البقاء خارجًا تعبيرًا عن الإعجاب بالشاعر، كانت تغطية ممتازة، لم يكن فيها سوى عيب واحد وحيد: الأمسية لمُ تُقَم أصلًا، فقد تمّ تأجيلها!.
ـ في الصفحة 45 يعترف ماركيز بخوفه من الطائرات: أطير دومًا وأنا خائف!.
ـ وأتذكّر كيف كانت فكرة الطيران مرعبة عند الموسيقار محمد عبد الوهاب!. يا لأبواب النّجارين المُخلّعة!، ماركيز وعبد الوهاب، اللذّان علّمانا بالكلمة وبالنغمة كيف نطير، يرتعبان من مجرّد فكرة صعود الطائرة!.
ـ ربما لو كان عبد الوهّاب في زمن عبّاس بن فرناس، لأهداه أطيب الألحان ولجعل منه نجم الغناء الأوّل، أو على الأقل عازف العود الأول في فرقته!، ذلك أنّ عبّاس بن فرناس كان عازفًا ويحب الغناء، وربما لو نجح في هذا الفن لانغمس فيه ولم يلتفت لفكرة الطيران!.
ـ في الصفحة 49 يتحدث ماركيز عن التخاطر وأساليبه، يسترسل في عدة صفحات متناولًا بعذوبة هذا الموضوع، وكيف يمكن لأفكار شخص أن تتداخل مع أفكار شخص آخر حتى يرى كل منهما، أو أحدهما، الآخر، وكأنه معه، بينما الحقيقة أن كل واحدٍ منهما في قارّة!.
ـ في الصفحة 52 يكتب: كل ما هو تكهّن،..، يأتي مُشفّرًا منذ إدراكه، ولا سبيل إلى فهمه إلا حين يكتمل. ولو لم يكن كذلك لهزم نفسه بنفسه مقدّمًا!.
ـ وأتذكّر حكاية الجلاء السمعي والبصري التي غيّرتْ مجرى حياة الدكتور مصطفى محمود، والذي لم يكن له قبلها، على حد قوله، أي علاقة بالتفكير الدّيني والرّوحانيّات!.
ـ يحكي مصطفى محمود أنه وفي ليلة من الليالي، بينما كان نائمًا، رنّ جرس التلفون، كان الناقد جلال العشري على الطرف الآخر، ولغلبة النعاس أغلق الدكتور مصطفى محمود السماعة، وعاد إلى النوم وراح يحلم!.
ـ في الصباح، اتصل بصديقه العشري معتذرًا، وذكر له الحلم ممازَحةً: حلمت أنك وزميلنا شوقي عبد الحكيم كنتما في شارع سليمان باشا، وكان الحديث كذا وكذا وكذا!، فما كان من العشري إلا أن رمى سمّاعة التلفون من هول ما سمع، ثم عاد ليقول للدكتور مصطفى محمود: لم يكن حلمًا، هذا ما حدث بالضبط.. حرفيًّا.. تمامًا!.
ـ اعتبر مصطفى محمود أن هذه رسالة، وأنّ الله سبحانه أراد أن يهيئ له من المقادير ما يؤكد له أن الإنسان يمكنه أن يرى دون عين وأن يسمع دون أُذُن، مما يعني أن هناك في الإنسان، وله، شيء آخر، أبعد وأهم، من الماديّات!.

بقلم فهد عافت .

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عبدالله عليان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-10-2020, 05:20 PM   #3
سيرين

(كاتبة)
مراقبة

الصورة الرمزية سيرين

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 210177

سيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعة


مـجـمـوع الأوسـمـة: 1

وسام التميز ابعاد



افتراضي


فقط موجز نشرات أخبارنا أننا نتناقص في العدد

\..نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سيرين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-06-2019, 01:42 PM   #4
عبدالله عليان
( كاتب )

افتراضي رأيي السياسي


٢٠١٣/٧/٦
أن لا يكون لك رأي سياسي.. هذا رأيي سياسي أيضاً! «في عصرنا لا يوجد شيء اسمه بعيداً عن السياسة، كل القضايا هي قضايا سياسية» هذا ما يقوله: جورج أورويل، أمّا التاريخ على أيّ طاولة جُغرافيا إن قرأته بعين المتأمّل/ المتألِّم فستقتنع بأنّ السياسي على مرّ العصور يرمي لك الكُرَة في جهة بينما الحقيقة في جهة أخرى، هو أيضاً لا يكتفي بدحرجة الكُرَة فقط.. بل يدحرج الملعب واللاعبين والجمهور! لذلك رأيك الذي تظنه صواباً الآن هناك احتمالٌ كبير أن يغدو أضحوكة غداً، كم من الأحداث التي حدثت في التاريخ القريب كان المحللون والمحرمون يحللونها لنا على وجه ووِجْهَة واتضح فيما بعد «إن ما عندهم ما عند جدتي» مع أن جدتي يكفيها فخراً أن «ما عندها ما عندهم»! يقول – تشرشل – «رأيت وأنا أسير في إحدى المقابر ضريحا كُتِبَ على شاهده هنا يرقد الزعيم السياسي والرجل الصادق فتعجبت كيف يدفن الاثنان في قبرٍ واحد»! وبما أن السياسة لا تخدع الناس، لكنها تساعدهم على خداع أنفسهم.. وأنا حتى الآن ما زلت من النّاس.. قررت من الآن وصاعداً وأنا بكامل قواي العقلية والقلبيّة أن يكون رأيي السياسي: أن لا يكون لي رأيٌ سياسي! والسلام..

بقلم / خالد صالح الحربي

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عبدالله عليان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-17-2019, 05:50 AM   #5
عبدالله عليان
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله عليان

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 126180

عبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


الوضع مايسمح
اليوم أي حد مسك الميكرفون أتحبس !


انا اولاد

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عبدالله عليان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-12-2019, 01:44 PM   #7
عبدالله عليان
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله عليان

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 126180

عبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي بسم الله الرحمن الرحيم


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله عليان مشاهدة المشاركة
ـ دون سبب واضح، ظلّت اللهجة العاميّة غير قادرة على الخروج من الشعر!. عجزَتْ عن التمدّد في القصّة والرواية والمقالة أو أي كتابة أدبية وفكريّة أُخرى!.
ـ حتى الذين دافعوا عن اللهجات العامّيّة، ووقفوا مع حقّها في النمو والانتشار، إنما فعلوا ذلك في الغالب، ويا للمفارقة، بالفصحى!.
ـ كانت هناك تجارب، نعم، لكنها ظلّت قليلة، ومتقطّعة، والأهم أنه لم يُكتب لها النجاح!.
ـ معظم هذه التجارب كانت خاصة بالصحافة، وتحديدًا برغبة الصحف والمجلّات جذب القارئ بالفكاهة!.
ـ ولأن الفكاهة تكون أكثر ما تكون “زهزهةً” بالعاميّة!. ولأن الضحك ثقافة محليّة بطبيعته!، نجحت بعض التجارب في هذا المجال، لكنه ظل نجاحًا شاحبًا، وغير قادر على تقديم نموذج أدبي حقيقي بحركة مُتماسِكَة مستمرّة!.
ـ حسنًا، ولكن لماذا نجحت العاميّة في الشعر؟!. أظن أنّ مردّ ذلك إلى طبيعة الشعر، وإلى أعلى مزاياه وأوضح فروقاته عن بقيّة فنون الكتابة: الشعر إيقاع، وتنغيم، قبل أن يكون كلمات ومعنى!.
ـ المعنى من أفقر حقيقته إلى أغنى مجازاته، قد يصلح للحكم على أن هذا الشاعر أفضل أو أعمق أو أكثر عبقريّةً من ذاك!.
ـ لكن الشعر يقبل كل من يجيد ضبط “الدّوزنة” ولديه القدرة على الاسترسال بِـ”رتْم” متناغم!. الشعر موسيقى أولًا و...!. كتبت “أخيرًا” وشطبتها: ليس في الشعر أخيرًا!.
ـ سبق للنّحويين أن استبعدوا “عمر بن أبي ربيعة” من حساباتهم، لإدخاله حفنة كبيرة من الكلمات الآتية من غير العربيّة. في النهاية بقيتْ أشعار ابن أبي ربيعة، تُردّد إلى اليوم، هازئة بكل حواجز الأمن اللغوي!.
ـ نزعل؟! نرضى؟! كل من يقول كلامًا موزونًا، بشكل متقصّد، يكون في الشعر وضمن الشعراء!. ما تبقّى مسألة ذوق لا يمكن ضبطه!. كان العرب في غاية الذكاء والنبوغ والفطنة والفهم حين قرروا ببساطة تعريف الشعر بالكلمات الثلاث الشهيرة: الكلام الموزون المقفّى!.
ـ إذن، العاميّة لم تنجح في الشعر لنبوغ الشعراء، ولا لأمر يخص اللهجة، لكنها نجحت لطبيعة الشعر في قبول أي كلام موزون مقفّى: نحن فيما لو سمعنا كلامًا، بأي لغة لا نعرفها، ثم تمكّنا من تمييز الوزن فيه، لقلنا: هذا يقول شعرًا بلهجته!. الشعر “قول” حتى وإن كُتِب!. ـ السؤال يخص بقيّة أنواع الكتابة الأدبية. الرّواية تحديدًا. لماذا لا توجد رواية عاميّة فخمة، خاصةً أن كل رواية مليئة بالحوارات، والأقرب إلى الطبيعة أن تكون هذه الحوارات بالعاميّة؟!.
ـ أفضل ما سمعت في هذا الشأن، رأي عبقري لنجيب محفوظ، أنقله لكم حرفيًّا بعاميّته وفصحاه وقهقهة نجيب محفوظ الفاصلة:
“.. كان قدّامنا طريقين، إما نقتبس لغة الشعب في الحوار، أو نطوّر الفصحى بحيث إنها توحي بلهجة ومعاني اللهجة الشعبية. الحقيقة.. جيلنا كلّه كان عنده غَيْرَه كبيرة على اللغة العربية، بحيث ما “ما يقدرش” يفرّط فيها أبدًا، “دي” كانت أساسيّة، ومن الصعب جدًا “إنك” تجد واحد في جيلنا يرضى يكتب بالعامّي!. لأن.. كانت النشأة تتطلب “كده”.. حقيقي!. “ده” فيه ناس،..، لهم مهارة عظيمة جدًّا في كتابة العاميّة، “أمّا”.. “بيكتب” بالعامّيّة، هاه!، “بيتهيأ” له إن الشخص نَطَق!، فـ.. بـ.. يتهاون في الجوانب الأخرى “بتاعة” الشخصيّة!، “مش واخد بالك”؟!، بينما “اللي بيكتب” في الفصحى “بيبقى” حريص “ع” الكل، لأنه عارف نقطة الضعف “اللي” عنده!. هههههه.. عارف إن “ده.. بـ” يتكلّم بلغة أجنبيّة!، فـ.. “عاوز” يقنعك “بَأه” بالباقي!، “التاني مش” محتاج!، يعني...،.. هـ.. ييجي” المعلّم فلان يقول لك كلمتين بلهجة معيّنة،.. “يِتْهَيّأ” للمؤلف “إنه” قدّم الشخصيّة بالكامل!. و هو إحساس لدرجة كبيرة صحيح”!.

بقلم : فهد عافت
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عبدالله عليان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-31-2019, 10:23 PM   #8
عبدالله عليان
( كاتب )

افتراضي


مقال : فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة، للدكتور توفيق حميد، 06 ديسمبر، 2019
ـــــــــــــــــــــ

يسارع بل ويهرع كثيرون في العالم الإسلامي إلى أداء الفروض الدينية، مثل الصلاة خمس مرات يوميا، وصوم شهر رمضان، والسفر لأداء العمرة أو الحج، ولكن يبدو أن من يفعلون ذلك يتصورون أن أداء مثل هذه العبادات هو أكبر ضامن لهم لدخول الجنة.

والحقيقة الغريبة هي أن القرآن لم يعط ضمانا على الإطلاق بدخول الجنة .
فإن القرآن الكريم أعطى أولوية أيضا" لأمور أخرى، غفل عنها الكثيرون .

وليس هناك وضوح في هذا الأمر أكثر من الآية القرآنية الكريمة التالية، والتي تتحدث عن "عقبة" أو حائل يقف بين الإنسان وبين دخول الجنة، وتصف الآية الرائعة كيفية اجتياز هذا المانع أو اجتياحه أو كما وصفت الآية الكريمة "اقتحامه" فقالت في سورة البلد:

"فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ... وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ... فَكُّ رَقَبَةٍ... أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ... يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ... أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ... ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ... أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (سورة البلد 11 ـ 18)".

ويا له من وصف ونسج أدبي رائع، فأول عقبة تعيق الإنسان عن دخول جنات الفردوس الأعلى يكون "اقتحامها" من خلال فك رقبة (أي تحرير إنسان من العبودية أو الرق).

والأمر بفك الرقاب في القرآن كان واضحا كالشمس
أيضا في قوله تعال: "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (التوبة ـ 60)". وهي الآية التي تستخدم في تحديد مصارف الزكاة.

قد يتساءل البعض وكيف لنا اليوم بأن نفك الرقاب وليس هناك عبيد؟
وهنا يأتي التأويل بأن الإنسان في زماننا الحالي قد يكون عبدا للفقر والجوع والظلم والهوان، وأن إنقاذ البشر وانتشالهم من ذل العوز والاحتياج والقهر هو أفضل فك لرقابهم من ذل العبودية لمثل هذه الأمور .

والآن ماهي العقبة الثانية،
وهذا كما ذكرت الآية الكريمة بإطعام في يوم ذي هول شديد (ذي مسغبة)، يتيما" قريبا" ذا مقربة،
والقرب قد يكون في قرابة الدم أو قرب المكان أو في مفهوم الإنسانية عامة، وقد يكون بـ"إطعام مسكينا" في قمة ضعفه وقلة حيلته حتى أنه عجز عن إزالة التراب عن جلده فاكتسى بصورة البؤس والهوان كما وصفه القرآن بأنه أي المسكين "ذا متربة!".

وكما نلحظ هنا أن القرآن ذكر تعبيرات "يتيما" و"مسكينا" ومن قبلهما "رقبة"، من دون استخدام أي أدوات تعريف مثل استخدام "ال" قبل الكلمة حتى يعمم المعنى على الجميع أيا كان دينهم أو عقيدتهم؛ فلم يقل القرآن يطعمون اليتيم المسلم أو المسكين المسلم بل قال بصيغة النكرة "أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ... يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ... أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ" كي يسري المعنى على أي يتيم أو أي مسكين! وليس هذا الأمر بمستغرب في القرآن والذي قال أيضا "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (سورة الإنسان آية ".

ثم يصف لنا القرآن بعد ذلك كيفية اقتحام العقبة الأخيرة لدخول جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب،
فكان ذلك بالتحلي بالصبر وبأن يكون الإنسان في قلبه رحمة "وتواصوا بالمرحمة!".

وما أدراكم ما هي الرحمة!

فالرحمة لا تجعل إنسانا يعتدي على آخرين، والرحمة لا تجعله يظلم زوجته، والرحمة لا تسمح له أن يأكل حق غيره في الميراث، والرحمة لا تعطيه مجالا أن يتعصب ضد جاره لأنه مختلف عنه في العقيدة، بل إن الرحمة تدعو إلى العدل والإنسانية ومد اليد بلا تردد لكل من يحتاجها.

والرحمة كنز مكنون وينبوع يفيض بالغيث لكل من لجأ إليه!

فيا ترى من منا قد اقتحم العقبة؟!

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عبدالله عليان غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إليكم بعد التحية... عبدالله السهلي أبعاد المقال 2 12-28-2017 02:23 PM


الساعة الآن 03:02 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.