اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مشعل الغنيم
*
أحمد الملاح ..
تقول " الفرق... كلاهما خروج الشيء من العدم..الخ "
لم يكن هذا هو السؤال عموماً
لستُ ساذجاً لأسأل عن الفرق بين الاكتشاف والاختراع
ولكن، رداً على كلامك، أتعتقد حقاً أنّ " كلاهما خروج الشيء من العدم "؟
ألا تسبقهما النظرية على الأقل؟
|
لماذا تبعد عن نفسك تهمة السذاجه , الم تكن التساؤلات الساذجه الاولى هي من جعل سهم الفكر
يؤشر نحو القمة والذهاب اليها بدلا من السفح والانحدار اليه , عموما لم يكن طاليس ساذجا حين
تسائل عن مكونات الطبيعه رغم ان الكل كان يعرف مم تتكون لكن تساؤله الساذج بنظرنا هو الذي
كان المفتاح لما حدث بعد ذلك مما جعل العالم ينقسم الى فئتين , الفئه الاولى وهم الطاليسيين الذين
يتسائلون دائما حتى لو كانت تساؤلاتهم ساذجه , والفئه الثانيه هم الذين لايتسائلون الا ربما عن
مواعيد تناول الطعام مع اهتمامات قسريه اخرى كالذهاب الى الحمام لتفريغ ما اكلوه ربما لانهم ليسوا
من المجترات , اذن السذاجه احيانا قد لاتعني الغباء
اما عن الخروج من العدم فهذا يا عزيزي يعتمد على تعريفنا للعدم نفسه فنحن ككائنات رباعيه الابعاد
ضمن الفضاء الاينشتايني نلمس الابعاد الثلاثه وندرك البعد الرابع ونصوره لانفسنا بانه الزمن لذا فان
اي شي موجود في البعد الخامس هو عدم بالنسبه لنا لان عدم تحسسنا له قد الغى وجوده لدينا حيث
ان الانسان مقياس كل شيء في الابعاد الاربعه كما ان الكائنات المسطحه التي تعيش في المستوي
لن تعرف الا المستقيم ذو البعد الواحد لانها تدرك بعدا واحدا رغم انها تعيش في بعدين وكذلك من يعيشون
في الفراغ المجسم يشعرون بالمستوي كما هي اعيننا المجسمه التي تعطينا صورا مستويه ببعدين
يقوم العقل بتحويلها او ايهامنا بثلاثية ابعادها وهكذا حتى نصل الى الابعاد التي ان اجتزناها احترقنا
رغم ان الرياضيات والفيزياء قد اجتازتها واخترقت دون ان تحترق اي من اجنحتها الاسطوريه
وخروج الشيء من العدم ليس كما تتصوره عقولنا ذات الابعاد المحدوده فاعترافنا بوجود العدم دليل
على وجوده فاين العدم اذن ضمن هذه الجدليه السفسطيه باعتبار ان علم الاحتمال يعطينا امكانيه
وجود عدد غير منتهي من العوالم كالتي نعيش فيها وكما قال احدهم يمكن ان يوجد مليار مليار عالم
موازي مثل عالمنا الحالي بكل مجراته واكوانه لكن ربما كان الفرق بين عالمنا وعالم اخر وليكن العالم
رقم 7564357987 هو ذرة واحدة او ضفدعه اضافيه في الصين
اذن العدم الذي تتحدث عنه لا وجود له كما نتخيل باعتبار ان كل شيء موجود احتماليا واحتماليه وجوده
هي اكبر دليل على وجوده او بشكل ادق هو اشبه بقطعه رخام صلدة يعتقد نحات ان بداخلها تمثال نصفي
ويعتقد اخر ان بداخلها مجسم لطائر دون ان يعلم كلا منهما ان بداخلها كل شيء ولا يحتاج ذلك الا لتشغيل
يديهما لتحرير ذلك المجسم ستاتوو من قيد الرخام الذي يغلفه
نعود الى الاكتشاف والاختراع وخروجه من العدم هل هو حقيقة خروج من العدم (اي عدم) ام تسبقه النظريه
النظريه هنا لاتمثل نفسها لانها ايضا خرجت من باب الاحتماليه الواسع فقد يكون نيوتن في احد الاكوان او
العوالم نائما في لحظة سقوط التفاحه ليجدها انسان اسمه برعي وههنا ينتج قانون برعي وثابت برعي الذي
سيكون مساويا لقانون نيوتن وثابت نيوتن في عالمنا الذي نعيش فيه نحن اذن فحتى النظريه لا تخرج من
العدم حقيقة وانما من العدم كما نتصوره باعتبارها حقيقة ومطلقه وموجوده وجودا لا يلغيه جهلنا به
شكرا مشعل وارجو ان يديم الله علينا نعمة السذاجه