ظِلال وارِفَـة !

[بلقيس الرشيدي]

أحلامُنا أُغنيةٌ مُهاجِرةٌ بِنَا حيثُ يَكسُوهَا الإخضِرَارْ .
تَمتلِأُ حُنجُرَتُنا بـ مُوسِيقى الحَيَاة فَتحملُ قُلُوبنا بَينَ أيدِيهَا وتُهدِينا نشوَة . " الجِنَان " !

 

[بلقيس الرشيدي]

يبقَى صَوتُكَ يَصدحُ بينْ ألحانِ الأُغنِياتْ وأبقى أنا المتيَّمةُ بكَ حدَّ الإلتِصَاقِ بِحُنجُرتِك .
فكُلَّ شيءٍ فِي حضرتِكَ لهُ موعدٌ مع الشروق . يخلُقُنِي جنَّةٌ خضرَاء فسِيحةُ النقاء !

 

[بلقيس الرشيدي]

أنا حُزنُ الأمالْ . أُنثَى الجَمال ! أتُوهُ بِخُطُواتِي بَينَ التِلَالْ بَين غصَّاتِ الرِمَالْ !
وأنا مُجرَّدُ عابِرةٍ بينَ المدائِنِ والخيَال أتسكَّعُ فِي أزقةِ المُحالْ أنتظرُ وارِدة الإحتمال !

 

[بلقيس الرشيدي]

أراكَ فِي كُل الوُجُوه اللذِينَ فقدتهُم والعابرِينْ حتى أُولائِكَ الغُرباء أصبحُو جميعهُم أنت !
أتحسَّسُكَ فِي صَدرِي نبضاً يسرِي بِي حيثُ تكُون ويكُونُ عطرُكَ الشقِيْ العَابِثْ بكُل الأماكِن بَعدك !

 

[بلقيس الرشيدي]

نسِيتُ فِي غيابِكَ صَوتِي ومَذَاقْ الكَلامْ ونسَيتُ نفسِي وفَقدتنِي وَسط الزِحَام !
نَسيتُ ذَاكرتِي مَعَك نسيتُ إِجابَاتِي حينَ يسألُنِي شَوقَ الأمَاكِن عَنك فَأنا لَم أعُد أعرفُ " سِواك " !

 

[بلقيس الرشيدي]

فَوضى هَذَا الليلْ فِي داخلِي سكِينَة تَزفُرُ الهُدُوء تُشِيرُ بـ أصبعِهَا لـ الضَوضاء " أششش " !
تُمسكُ بـ أطراف أصابعِي تُحرضنِي عَلى الكِتابَة ومِزاجِيَّةُ فِكرِي يأبَى أنْ يَنسكب في وقتْ السُبات !

 

[بلقيس الرشيدي]

أُمي تنظُرُ لِي بعينِ الإعجابْ تُخبرُنِي أنَّهُ لايُشبهنِي أَحد !
تَنهالُ عليَّا بِدعواتها اللتِي لاأستغني عَنهَا فهِي لِي رِئةُ الحيَاة والرِضَا والبَقاء بِخير !

 

[بلقيس الرشيدي]

عِند مفترقِ الفَقد تلاقَينا . تذكَرنَا عَهد حُبِنا . أخذَتنا إِلتفاتَتنا لـ حُزنٍ دفِين ولِسؤالٍ علِق بَينَ مآقِي الألَم وغصةِ نَدم !
دَعِ الصُدفَة تأخُذُنا حيثُ لانَعلمْ ! دَعها لاتُرتب لنا مَوعِداً . لاتتذكر مَعنا الوَقتْ . ولَاتقشَعُ عَن ذَاكِرتنا سِتارُها !