[ قلنا حسني .. قالوا : ارحل ]

[فاطمة العرجان]

لن أسرف في تنقيح الكتابة هذا المساء , ولن أبالغ في ترتيب العبارات وإعرابها وسياقها .. فلم تعد كل هذه الأشياء مهمة .. وهل يوجد شيء مرتب هذه الأيام ؟ هل الأمور في نصابها وفي مواقعها الطبيعية ؟
إذاً مافرق هذا المقال عنها ؟ فليكن كيفما اتفق , مايهمني الآن أن أعبر عن ثورة مشاعري وألبي مطالب هذه العين التي مافتئت تدمع على مصر والمصريين منذ أن ألقى الفرعون الجديد خطابه .. الذي لم يختلف عن سابقيه في محاولة تخديرهم وامتصاص غضبهم الذي تأخر فيه 30 سنة , وزيادة على ذلك تمجيده لستين عاماً قضاها في خدمة مصر .. وتكراره بأنه فعل الكثير لأجلها .. كل ذلك وميدان التحرير يضج بالملايين المطالبين برحيله فوراً , عدا غيرها من التظاهرات المنتشرة في المدن المصرية .. هم يعلمون أنك خدمتَ مصر ولكنك خدمتَ نفسك أيضاً من خلالها والأرقام تتحدث والخافي أعظم .. هذا إن بقي مايخفى حتى الآن ..!
يكرر مبارك في خطاباته مايواصل إنكاره عملياً , فهو يعيد في كل مرة أنه يساند مطالب الشباب وأن هذه المطالب والاحتجاجات ماكانت لولا مساحات الديمقراطية التي أفردها لهم وفي ذات الوقت هو لا ينفذها ويبدو أنه لن يفعل لأنه يصم أذنيه عن المطلب الرئيسي لهم وهو رحيله .. وفي خطابه الأخير تأججت دماؤه العربية القائلة بالمؤامرة أو ماسماه بـ ( الإملاءات الأجنبية ) وكأن الشعب يحتاج إلى إملاءٍ حين يشعر بالجوع , أو تنهشه البطالة أو يفتك به الفقر .. الشعب لايحتاج في ظل كل هذا السوء لأي إملاء أو مخطط .. هو فقط يحتاج لصحوة تطالب برحيلك ..!
بذكر المخططات والإملاءات .. تراودني دائماً أفكار ( أعوذ بالله ) أتمنى فعلاً ألا تكون .. وهي أن استمرار مبارك في قمع الاحتجاجات بهذا ( التطنيش ) اللامسؤول قد يدفع بالمنافحين عن الديمقراطية أن يفعلوا بمصر كما فعلوا بالعراق .. سوء التصرف وقلة الحكمة التي يواجه بهما مبارك شعبه تخلق المزيد من الفوضى والمزيد من الاحتجاج والثورة التي قد تنتهي بمأساة شبيهة بمآسي العراق .. فعلاً لانتمنى أن يحدث ذلك لمصر ولكن كل شيء وارد في ظل ثورة يزداد أوارها كلما حاول سيادته حقن الشعب بخطب تزيد احتقانهم .. وفي وجود توقعات قوية للبيت الأبيض بتنحي مبارك قبل ظهور خطابه جعلتهم يخمنون البديل المناسب الذي يحفظ مصالح الدولة الصهيونية وأمنها ..!
منصورين و " آمنين " يارب .. بأمرٍ من الله ..!

عذراً للفوضى