اْلفصلُ الأخيرُ / انتهيتُ يَا نَزوى :
اليوم كل شيءٍ تسمّر , بقي متشبثاً
بمساحتهِ , وكأنهُ قد أقسم سلفاً ألا
يبرحَ مكانهُ !
وما أحوجني أنا لتغييرِ هذاْ الرتمِ العتيقِ !!
ماذا لو أنّ نزوى لوحةً قابلةً لتغييرِ على يدي ؟
لو أن لي عصى سحريةً أخربشُ على وجهها
المليءِ بالتناقضاتِ ملامحَ تُشبِهُني تماماً !!
تُشبهُ وجعي الذي ألصقتهُ بِي , في شهادةَ
ميلادي وحليبِ أُمي , وهوائي , ولجوازاتي كُلّها !!
مطرُ اليومَ ضاجعكِ بشهيةٍ مفتوحةٍ
كنتُ أراكِ تتأوهينَ كقطةٍ أسقطوا فوق شعرها الناعمِ
ماءً خشناً !!
تخشبتْ أعضائي , وأنا أتحسسُ ما بيْ من صمتٍ
نذرتُ بالكثيرِ من صومِ السماءِ
وقُلتُ لا بُد أن تصلَ الحربُ أوجها بينكِ وبينَ
هذا المطرِ العدواني وأناْ !
توقفتُ قليلاً لأصلِ حبلَ التشابهِ
بيننا وبين العدوان الثلاثي الذي أُكيلَ
على أرضِ مِصرَ سنة 1956 !
لا شيءَ مُطلقاً غيرَ الاغتسال
وجهَ الحقيقةَ بيننا !
أتوقفُ ها هُنا يا نزوى , صلبني
هذا الكائنُ داخلي الآسن بالغضبِ
وحرائقِ القُيودِ , وأنتِ ما زلتِ جلّادةَ
قومكِ تتعمدينِ كيلَ السلاسلِ لهُمْ
فصرتُ أحد ورثتكِ الذينِ سيحملونَ
الكثيرَ من عُفن القيودِ وحُروبها !
:
تمّت / خُروج !