باقة من الأزهار تكفي ... - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
صباح الـ إيش !!!!! (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : رحيل - مشاركات : 1391 - )           »          ياروح الروح ^_^ (الكاتـب : رحيل - مشاركات : 265 - )           »          في المقهى .. ؟ (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : رحيل - مشاركات : 4464 - )           »          ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : رحيل - مشاركات : 11 - )           »          >الحــالــة الآن ! (الكاتـب : رحيل - مشاركات : 438 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1691 - )           »          مأوى الأحلام. (الكاتـب : آية الرفاعي - مشاركات : 106 - )           »          تجار القضية...! (الكاتـب : صلاح سعد - مشاركات : 4 - )           »          خذتي من وصوف القمر (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 2 - )           »          إنسكاب للخيال من ثغور الواقع (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 0 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-29-2012, 05:09 PM   #1
سارة النمس
( كاتبة جزائرية )

الصورة الرمزية سارة النمس

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 12

سارة النمس سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي باقة من الأزهار تكفي ...


بعض ساعات النوم شهية لا نرغب بالاستيقاظ منها أبدا .. نلتصق بالسرير و بالملاءات كأنها الملاذ الوحيد , يرحل النوم عن الأعين و لكنها تبقى مغمضة و مطبقة إصرارا على سرقة المزيد من اللحظات الهاربة , عمدا نبذر الدقائق و لا نبالي لضياعها .. نرمي بساعة أو ساعتين إلى نفاية الزمن .. نطعن الوقت ثم ندعي أنه طعننا , يتسلل الضوء من النوافذ دون استئذان , يحضر الصباح مستعجلا و تتثاءب الشمس مللا من روتين كل يوم , من كسل الناس و عدم ترحيبهم اللائق بها , و لكنها تصر على الجلوس هناك كملكة تنتظر قدوم القمر العزيز لترحل .
صباح هذا اليوم , تشبث عماد بفراشه رغم كل المنبهات التي رنت داخل رأسه قبل الثامنة بساعة , عندما فتح نصف عينه كي يسحب إليه هاتفه الجوال , لمح تاريخا بدا له لبرهة أنه مميز نوعا ما , و عندما ركز بعد لحظات و تصفح الذاكرة بتريث اكتشف أنه عيد ميلاد نسرين !

بالنسبة له يومه حافل جدا و ليس لديه الوقت أبدا من أجل التبضع لكن إن لم يبتع لها هدية , عليه أن يتحمل سنة كاملة من التذمر و الشكوى بحقد أنثى لن تغفر له زلة كهذه .. هكذا حدثته نفسه و هو يحلق ذقنه أمام المرآة الكبيرة بالحمام .

أحيانا نجد أشياءا كنا نسينا البحث عنها أو ربما لأننا لم نبحث عنها وجدناها .. في لحظة روتينية وجد عماد ضالته بينما كان يبحث في الأدراج عن ساعة يده , لمح عقدا ذهبيا منسيا .. لم تسأل عنه شقيقته منذ سنتين أو ربما ما عادت بحاجته , يبدو أن المهمة أصبحت أكثر سهولة , لا تنقص سوى علبة جميلة للعقد و ينتهي الموضوع !
خرج إلى الشارع مبتسما , زاحم الناس كي يفوز بمقعد بالباص ككل يوم , و بمجرد أن جلس اقتربت منه سيدة طاعنة في السن .. بخطوات ثقيلة ... مكبلة القدمين بأصفاد العمر التي لابد منها بآخره , يختل توازنها كلما غير الباص اتجاهه , في موقف كهذا كان الحل الوحيد هو أن يشيح بنظره إلى النافذة مستاءا أو في الحقيقة محرجا , لقد جاهد حقا كي ينال هذا المكان المرموق في الباص ثم تأتي هذه المسنة ببساطة لتأخذه منه , حتما خنقته هذه الأفكار و ضيقت ربطة العنق عليه أكثر , لا ينبغي على المسنين أن يركبوا الباص ماداموا عاجزين عن تحمل مشقته , إن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها , عندما لمحت السيدة عزوفه عن الوقوف لم تتردد بالمبادرة , ربتت بأصابعها على كتفه , فاستدار على مضض مرغما و مكرها :
- صباح الخير
- صباح النور .. يوم جميل أليس كذلك ؟

إنه يحلم بأن يقتصر الأمر على دردشة عابرة بيوم صيفي طويل , هي لم تحيك باطلا , هي تريد مكانك

- يا ولدي .. المرض ينخر جسدي , و لا أستطيع الوقوف طويلا فهل تسمح لي بالجلوس ؟

استسلم أخيرا ووقف غير مبتسم , يحاول أن يحافظ على توازنه كلما غير الباص اتجاهه يمينا أو شمالا , و عندما توقف الباص بالمحطة الاخيرة تنفست الصعداء .

أثناء الدوام تسللت أفكار جديدة لرأس عماد , هناك شخص يزاحمه دوما يقطن داخله , يملي عليه ما ينبغي فعله و ما لا ينبغي , إنه هو بحد ذاته , عماد الذي يجهله الجميع , الذي لا يبوح بكل ما يفكر و إن باح لانفض من حوله الجميع .
الفكرة الجديدة التي طرقت على بابه و عرضت نفسها عليه هي بخصوص ذلك العقد الثمين بجيبه , العقد باهض جدا و لا يصلح كهدية , ماذا إن كانت نسرين مجرد نزوة ؟ سيكون العقد الثمين خسارة فادحة , أنت أولى بالعقد منها يا عماد , باقة من الأزهار تكفي , و بين إهداء العقد و عدم إهدائه احتار عماد و لم يدري ماذا يفعل ؟ صوت داخله يخبره أن نسرين شابة طيبة جدا و تحبه من أعماق أعماق القلب و صوت آخر لازال يصر عليه أن باقة من الأزهار تكفي , بعد شوط طويل من التفكير و بالوقت بدل الضائع قرر عماد أن يكتفي بالأزهار , اتصل بها و حدد لها موعدا بمدينة الملاهي و بعد العصر تعطر و ركب نفس باص الصباح المشؤوم .

- مساء الخير
- مساء النور عماد , لا تدري كم كنت بحاجة لموعد كهذا . مدينة الملاهي من أحب الأماكن إلى قلبي
- احم ... نعم فكرت بأن نغير الجوّ قليلا
- و هذه الأزهار الجميلة لي ؟
- طبعا ... إنها بمناسبة عيد ميلادك !

اغرورقت العينان بالدموع فجأة و قفزت نحوه تعانقه بحب و شغف .... ربما هو أصدق عناق بحياته شهده مع أنثى

- لم أتوقع أنك ستتذكره
- كيف يمكنني أن أنساه يا نسرين ؟
- و هذه الأزهار التي أحضرتها قد أزهرت بقلبي و سيكون لها عمر طويل بالنسبة لي , أنت تتمتع بكل الرومانسية التي كنت أحلم بها , طالما حلمت برجل مثلك .. و اليوم حقق الله لي كل أحلامي

شعر بإطراء كبير و تبلل إحراجا و خجلا .. ثم سمع صوتا داخله يعاتبه قائلا :

- تبا .... لقد كانت تستحق ذلك العقد !!!

 

التوقيع


لقد فهمتُ أخيراً معنى أن تتركَ وطنك لتكون في وطن الغير
الأمر أشبه بأن تترك بيتك و تمكث ضيفاً في بيت آخر
ستدرك أنك مهما مكثت ستظل ضيفاً و لست صاحب البيت !

من رواية " الحب بنكهة جزائرية "

سارة النمس غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
انت صديت وانا بنتظر بكره ...! وليد بن مسعد أبعاد الشعر الشعبي 6 10-28-2010 07:39 PM


الساعة الآن 10:05 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.