هلْ فارق الندماء منْ متهندم
......................أم هلْ تبعت النار بعدَ توهم
يا شام طفلة بِالفراء تَلثمي
..............وسلِّي صَباحاً شام طفلة وَاِسلَمي
فَطلبت فيها حاجتي وَكَأَنَّها
..........................قدر لِأَبقي حاجَةَ المتوسم
وتطل فتنة بِالرداء وَأَهلُنا
.............................بِالبرد فَالهتان فَالمُتَكلم
حييت مِن مطر تَقاطر مزنه
.........................أَقوى وَأَجمل بَعدَ أُمِّ الهيثم
بلَّت بِأَرضِ الحائرين فَأخصبت
.....................عصرا عَلَيَّ عتابك اِبنَةَ مسلم
تبعتها شرقا وَأَسأل قَومَها
.......................دعما لَعَمرُ أَبِيك لَيسَ بِمدعم
وَلَقَد بحثت فَلا تشكي غيرة
............................إني بِمَنزِلَةِ المُحَبِّ المقدم
كَيفَ المسار وَقَد تَفرق أَهلُها
............................بِمدينتين وَأَهلُنا بِالغيلم
إِن كُنتِ أَتممت الفراق فَإِنَّما
.........................مرت دماعكم بِسيل ملطم
ما راقني إِلّا سخونة نهدها
....................وَسطَ الفياض تَلم هر الدمدم
فيها اِفتتان وَأَربَعونَ عذوبة
........................عودا كَرابية المسال الأَفخم
إذ تجتبيك بذي عروق واضح
............................عذب مطعمة لذيذُ المنهم
وكأَنَّ ماسة تاجرٍ بعقيقة
..................سبقتْ خواصرها اليكَ من الفم
أوْ جودة ً عنبا تضمَّنَ عصرها
.......................غيْثٌ عليل الوبل ليسَ بمعدم
دارت عَليهِ كُلُّ عطر مرة
..........................فجعلن كُلَّ خمارة بالهندم
رشا وتحنانا فَكلَّ هدية
.........................يفدي عليها المال لم يتندم
وَخَلا الرباب بِها فَلَيسَ بتارك
.......................أرضا كَمقل العاشق المُتَرَنِّمِ
طربا يَمد خصاله بِذِراعة
....................طرف المعد عَلى الرناد الأَفخم
تمشي وترفل فوق زهر خشية
.......................وأبيت حول فتاة ِأجمل ملهم
ومنيتي برد على فقد الهوى
..........................برد مَعاطفه قليل المحزم
هل تعرفني دارها مهدية
......................رحلت بمهموم العذاب محرم
عرابة ود الهوى ميادة
..........................تهد الأمام بِوَجد قد ميثَمِ
وكأنما أمد الهشام خفية
.........................بقريب بين المنْعمين مُسلَّم
تأوي له بعض الحمام كما طوت
..........................قطع يمانية ٌ لأفخم نمنم
ينقشن حلة رأسهِ وكأنهُ
...........................قمر على وهج لهُنَّ مقيم
شعر يَموج يحيل الظهيرة ليلة
................كَالعَبدِ في الصحو الطَويلِ الأَهتم
غرقت بماءِ الرحلتين فأَصْبحتْ
.....................هوجاء تبحث عن رياح الغيشم
هز هتين كلّما هدأت لهُ
......................غرقى اعتراها باليدين وبالدم
جلست عَلى جَنبِ الشراع كَأَنّها
.....................عثرت عَلى خشب أَقش مُقسم
وَكأَنَّ رثا أَو قليلا مكسرا
.......................رد القروش بِهِ جَوانِبَ دمدم
يرتاح منْ ذِكرى رغوب ستره
..........................طباعه مثل العقيق المُكرم
إنْ تغلقي حولي القلاع فانني
........................صب بأسر الفاتن المستلهم
أحني عليَّ بما ملكت فإنني
......................,شرف معانقتي إذا لم أحرم
وإذا ضممت فإنَّ قربي باهر
.........................سر منادمته كحرز الطلسم
ولقد ثملت من السلافة بعد ما
........................ركد السوامر بالمنوف المُظلم
بزُجاجة ٍحمراء ذاتِ أمرة
...................خزنت بأشهر في الجبال مزمم
فإذا ثملت فإنني مُسْتفهل
.......................حالي وجرحي غافر لم يظلم
وإذا صَحَوْتُ فما أَعلم عنْ هوى
.......................وكما سترت شوائبي وَتَجرمي